كم «ديربي» مر عليك.. كم «كلاسيكو» حرصت على متابعته.. كم قمة لا زالت تتذكر كل تفاصيلها.. أنا لا أبالغ ولا حتى أجامل أو أتعاطف.. ولكن اليوم هناك قمة و«كلاسيكو» و«ديربي» من نوع خاص.. هناك لقاء يحمل كل العناوين.. وهناك موقعة تحمل كل الأوصاف.. تسمع عن الهلال فلابد أن تعرف عن المريخ.. تعرف السودان فعليك أن تتعمق على واحدة من أهم ثقافاتها كروياً.. هذا اللقاء ليس مجرد مباراة.. فحين يتواجهون تقف كل البلاد على أطراف أصابعها، وحين يتجمعون تصبح بقية الأحداث مجرد خبر على الهامش!
هذا «الديربي» يحمل كل المترادفات والمتناقضات.. يحمل أسماء السماء وألوان النار.. يحمل وقار الهلال وحلم الوصول إلى المريخ.. هذا «الديربي» يروي قصة لن تعرف تفاصيلها في كتب التاريخ أو صفحات الأرشيف كل ما عليك أن تتابع الحدث لتفهم الحكاية!
قد يتساءل البعض لماذا الهلال.. ولماذا المريخ.. ولماذا أصلاً السودان بين البقية بين كل الدول العربية بين الأقطار والأشقاء والجيران.. هو ليس تفضيلاً عشوائياً ولا مجاملة ولا اختياراً جاء بالقرعة أو بالصدفة.. فهم «عظم رقبة» كما قال سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. وهم بناة الأرض، حين طلبهم المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.. وهم جزء من الرعيل الأول وصفحة من ذكريات البدايات وصورة لا يمكن أن تتجاهلها أو تنساها أو تعتبرها مجرد لقطة عابرة في البوم قديم.
اليوم أحد أيام العيد.. سيظهر عملاق أفريقيا العريق الذي غاب لسنوات عن الأضواء، واختفى لعقود عن اللوحة الكبيرة.. وحان الموعد ليعود للواجهة، ويعلن عن انطلاقة جديدة لإعادة أمجاد عتيقة.. في بلد يملك أهلها كل مقومات النجاح والوصول إلى القمة.. فاجعلوا من أبوظبي نقطة بداية لهذه الانطلاقة.. فأهلاً بأهل الطيبة والكرم في بلاد العز والفخر.
كلمة أخيرة
ابقِ الرأس عالياً، فحين يسألون من أنت.. يكفي أن تقول سوداني يحب الإمارات.