لكبيرة التونسي (أبوظبي)
وسط أجواء احتفالية انطلق مهرجان «أم الإمارات 2019» في دورته الرابعة أمس، مستقبلاً جمهوره المتعطش لفعالياته المتفردة، خاصة أن المهرجان يتزامن هذه السنة مع إعلان 2019 «عاماً للتسامح» والذي يوطد أواصر الأخوة بين أفراد المجتمع بأنشطة تفاعلية وتعليمية، من خلال الجمع بين أشخاص يمثلون ثقافات متنوعة، حيث يسلط الضوء على قيم حضارية تبقى في ذاكرة المشاركين، وفقاً لرؤية وعطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، حيث تتمحور أنشطة المهرجان حول قيم التسامح التي تظهر جلية من خلال الفعاليات الهادفة والقيمة التي تعكس رؤية سموها، تجاه التعايش وتقبل الآخر.
ويحفل مهرجان «أم الإمارات»، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، بالعديد من الفعاليات والأنشطة التي تلبي أذواق جميع الزوار من مختلف الجنسيات، عبر برنامج حافل يستمر لغاية 23 مارس الجاري بمنطقة «ع البحر» على كورنيش أبوظبي، حيث يقدم خلال مناطقه الأربع: «السعادة، السوق والمطاعم، التقدم، والأولمبياد الخاص»، مجموعة من التجارب تضم 5 مفاهيم جديدة تُقام للمرة الأولى في المنطقة، كما يجمع على كورنيش العاصمة النابض بالحياة، عدداً من العروض والفعاليات العالمية، وسلسلة من المطاعم التي تقدم أشهى المأكولات، ومتاجر للبيع بالتجزئة، على مدار 12 يوماً.
ألوان الطيف
وعبر ملتقى ألوان الطيف والذي يتجلى في لوحة الأنوار التي تمثل عالم أعماق البحار والغابات والغيوم، حيث تتداخل وحدات الإضاءة وعلب الطعام لتستدير معاً استجابة لحركة الريح باعثة الحياة إلى عالم من فن الظلال الذي يعبر عن خيال الفنان، ليفسح المهرجان بكل أقسامه للزوار الاستمتاع بطيف من الفعاليات الجاذبة والتي صممت بعناية لتلبي جميع أفراد العائلة، بجميع فئاتها العمرية، حيث يجد الجميع مبتغاه في فضاء يعانق المد الأزرق ليزيد المكان ألقاً لاسيما بعد غروب الشمس، لتنعكس مختلف ألوان الإضاءة على مياه البحر راسمة لوحة فنية تبهر الزائرين وتجذب عشاق التصوير.
عصري وتقليدي
ويحدث المهرجان حراكاً وتفاعلاً في جميع مناطقه، من مطاعم وموسيقى وألعاب ورياضات وورش عمل وتراثيات، تجعله يتفرد في جمع ما هو عصري دون التخلي عن روح العادات والتقاليد والموروث الثقافي والحضاري، حيث يقدم باقة من المطاعم العصرية والتراثية إلى جانب خيارات واسعة من الأزياء المحلية تعكس مهارة الأيدي الإماراتية في حياكة أجمل أزياء النساء والأطفال.
كما يبرز مهارة المرأة الإماراتية في صناعة العطور والبخور، كواحدة من أبرز العادات والتقاليد الإماراتية القديمة، إلى ذلك قالت عائشة غليطة عن مشاركة الاتحاد النسائي والمتمركزة بمنطقة السوق والمطاعم التي تعرض العديد من منتجات الأسر المنتجة، وأكدت غليطة أن المنتجات تتمثل في صناعة الصابون والأكسسوارات والتراثيات، والأزياء النسائية المطرزة بالتلي، والبخور والعطور إلى جانب ورشة صغيرة لتعليم الأطفال أساسيات صناعة الصابون.
عطر «التسامح»
من جهتها، قالت بدرية حمد، التي تجيد صناعة العطور والبخور والدخون، إنها جاءت من دبي للمشاركة في مهرجان «أم الإمارات» كونه يشكل جسراً قوياً بينها وبين الجمهور، نظراً للإقبال الكبير، حيث يتيح لها التعريف بمنتجاتها التي تفخر بصناعتها، عبر تجريب وخلط النكهات طلباً للتميز، ومن أبرز العطور التي صنعتها «عطر التسامح» الذي تطلقه للمرة الأولى في المهرجان بمناسبة عام التسامح، إلى جانب عطور أخرى مثل عطر «عام زايد» إلى جانب ستة أنواع أخرى من العطور، مع العديد من الخلطات منها العود بالمسك، والعود المعطر كما تعرض مجموعة من ملابس الأطفال التراثية.
كما يشكل مهرجان «أم الإمارات» فضاء يجمع مختلف الجنسيات، يتجلى ذلك في مشاركة العديد من المبدعين والمتطوعين في الفعاليات، من هؤلاء رشيدة سيف الدين من الهند والمقيمة في أبوظبي منذ 33 عاماً، والتي عبرت عن سعادتها للمشاركة للمرة الأولى في المهرجان، مشيرة إلى أنه يشكل لها فرصة للإضاءة على منتجات «هابي تريد» وهي منتجات يدوية نسائية تساعدها على كسب دخل إضافي.
تثقيف صحي
ويجمع مهرجان «أم الإمارات» بين الترفيه والفن والموسيقى والثقافة الصحية، ويتجلى ذلك من خلال مشاركة «جامعة نيويورك أبوظبي» التي تقدم دراسة تهدف إلى الوقاية من أمراض السكري والقلب والسمنة، حيث قالت عائشة سعيد مدير أبحاث بجامعة نيويورك أبوظبي، إننا نقدم أبحاثاً ودراسات تحت عنوان «دراسة مستقبل صحي للإمارات» التي تقدم معلومات عن الغذاء الصحي لجميع الزوار، من خلال «كتيب» يتم توزيعه بالمهرجان للوقاية من هذه الأمراض.
رياضة إلكترونية
وهناك خيارات واسعة من الترفيه والسعادة يمنحها فضاء المهرجان، من ضمنها ساحة الرياضة الإلكترونية والتي تمكن الزوار من ممارسة ألعابهم الإلكترونية المفضلة الموجودة على الهواتف الذكية والأجهزة الشخصية، مثل «فورت نايت، كاونتر سترايك: غو، وليج اوف ليجندز، وفيفا 19، وستريت فايتر 5، وسوبر سماش بروس ألتيمت»، بالإضافة إلى ذلك، تقام منطقة ألعاب إلكترونية مجانية، تتيح للزوار المشاركة في بطولات يومية، لتحدي أبطال عالميين ومحترفين.
ويقول عبدالرحمن عبدالله من شركة ليفل آب، وعضو جمعية الإمارات للألعاب الإلكترونية، إن الشباب من عشاق هذه الألعاب تتاح لهم فرصة ملاقاة مشاهير منهم بطل العالم في لعبة الفيفا مساعد الدوسري، وآدم من بلجيكا. وأضاف «ننظم يومياً بطولة «البابجي» على الهاتف الذكي، كما نعمل على نقل أجواء المسابقات عبر شاشة كبيرة بمنطقة المهرجان، ليتمكن عشاق هذه الرياضة من متابعة البث المباشر عبر «اليوتيوب»، وجميع وسائل التواصل الاجتماعي.
«آرت زوو»
وتقدم منطقة السعادة في المهرجان، أجواء من المرح تشجع على قضاء أجمل الأوقات مع العائلة والأصدقاء، من خلال تجربة الأنشطة الرائعة والبرامج الممتعة، ومنها «آرت زوو - حديقة الألعاب النطاطية»، حيث يختبر الصغار والكبار عجائب الطبيعة بمفهوم مختلف، عبر لعبتهم المفضلة التي تضم أشكالاً كثيرة ومتنوعة لعدد كبير من الحيوانات. ويمكن للزوار الاستمتاع بالركض والقفز والتفاعل مع 9 مجسمات لحيوانات كبيرة في أكبر متنزه ألعاب نطاطية في العالم، والتي تقدم في منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى، على غرار أرض العجائب التي يحلم بها الجميع. إضافة إلى استمتاع الزوار بأجواء حماسية حقيقية عندما يتخذون المسار الانزلاقي «من الشجرة للشجرة»، أو يُظهرون مواهبهم في قرع الطبول وبناء مجسمات الليجو وأنشطة الرسم في «بيت الألعاب»
مغامرة التجول
وينطلق الصغار في رحلة ممتعة عبر المسارات الرملية المتنوعة على متن مركبة من نوع «جيب» في تجربة قيادة رائعة، إضافة إلى «تحدي ماريو» لمحبي ألعاب الفيديو الكلاسيكية لاجتياز مختلف العقبات والتحديات ضمن أجواء مليئة بالمرح، كما يمكن للزوار تجربة تجميع العملات النقدية وهم في طريقهم نحو المراحل النهائية. أما لعبة «زورب سفاري» فتعتمد على التدحرج داخل كرة زورب العملاقة الشفافة عبر حفرة رملية، إضافة إلى لعبة «سكاي هاي» المرحة مع حديقة الترامبولين المصغرة، إضافة إلى «درب الفن - قوس قزح» التي توفر عرضاً ضوئياً يعكس ألوان قوس قزح لتثري الأحلام والخيالات المستوحاة من البحر والغابات والغيوم.
منطقة السوق
أما منطقة السوق والمطاعم، فتوفر مجموعة متنوعة من متاجر التجزئة وحافلات وأكشاك المأكولات المتنوعة، التي تقدم أشهى الأطباق من المطابخ العالمية، كما تركز منطقة السوق والمطاعم، على التفاعل المُلهم بين الثقافات والشعوب المختلفة في منطقة نابضة بالحياة تقدم مزيجاً من تجربة التسوق والمأكولات، إضافة إلى العروض الترفيهية العالمية على المسرح العائلي بالمنطقة، ومنها المسرحيات وعروض الموسيقى وعروض السيرك ومسرح الدمى المتحركة وألعاب الخفة.
ويقدم المسرح الرئيسي أكثر من 50 عرضاً لفرق موسيقية ومغنيين ومنسقي موسيقى «الدي جي» المحليين والدوليين. وسيتم الإعلان عن التفاصيل المتعلقة بهذه العروض قريباً، فضلاً عن ذلك، يتم تقديم مجموعة من التمارين الرياضية الجماعية، بما في ذلك التدريبات عالية الكثافة (HIIT)، والزومبا واليوجا وغيرها، فضلاً عن مجموعة متنوعة من الفعاليات المتعلقة بالأولمبياد الخاص، وعرض الليزر والأضواء المذهلة.
منطقة التقدم
أمّا منطقة التقدم، فتنقل الإبداع والابتكار إلى مستويات جديدة تُلهم الزوار وترفع سقف الخيال إلى حده الأقصى من خلال العلوم والفن والموسيقى والتكنولوجيا، وتُعد بمثابة نافذة تعطي الزوار لمحة عن عالم الغد المتطور، وتتضمن «ترانسبورتا»، وهذا العرض يدعو الزوار للانطلاق في رحلة إلى عالم ميكانيكا الكم المذهل، في تجربة تعتمد على التعليم التفاعلي باستخدام الفنون الرقمية لاختبار سلوك الذرات من خلال أحدث الاكتشافات العلمية.
أما مسرح «غاسترو بيتس»، فيجسد مفهوماً جديداً للاستمتاع بوجبات الطعام مع الموسيقى، والعديد من العروض الحية والترفيهية، إضافة إلى تشكيلة واسعة من الأطباق العالمية، ليكون أحد الإضافات البارزة في مهرجان «أم الإمارات» للذواقة، فضلاً عن «تحدي سبارتان»، وهذه اللعبة تتيح لمحبي التحدي إظهار مهاراتهم ولياقتهم البدنية عبر اجتياز سلسلة من العقبات والتحديات.
ومن خلال ورش العمل الإبداعية، يتمتع الزوار بفرصة إطلاق العنان لإبداعاتهم في مجموعة متنوعة من الحرف اليدوية، بدءاً من صنع الحقائب والصلصال إلى الأوريجامي وصنع الأساور، أما لعبة الليزر، فتتيح للمشاركين اجتياز مرحلة «المهمة المستحيلة»، وتجنب أكثر من 50 ضوء ليزر للوصول إلى الجانب الآخر.
نموذج يُحتذى به
قالت فرح عبدالحميد البكوش، مدير قسم تطوير المهرجانات في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي: نسخة المهرجان، تقام كل عام احتفالاً بقيم وعطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات».
ويضم المهرجان هذا العام 4 مناطق متخصصة، تقدم كل منها مجموعة من الأنشطة، تهدف إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كنموذج يُحتذى به للتعايش والتسامح، إلى جانب المساهمة في تحقيق أهداف البرنامج الوطني للتسامح. ويتميز المهرجان بتقديم 5 مبادرات جديدة تُقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى طيف واسع من الخيارات التي تناسب زوار المهرجان من جميع الأعمار والفئات، ضمن أجواء من الألفة والتسامح والصداقة والأخوة الإنسانية، ونتطلع إلى الترحيب بالزوار كافة من داخل الدولة وخارجها.
«طائر الحبارى»
يشكل مهرجان «أم الإمارات» منصة للتوعية والتثقيف والترفيه، وفي هذا الإطار يعمل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، على تعزيز التعلّم التجريبي من أجل توعية طلاب المدارس بأهمية الحفاظ على طيور الحبارى وحمايتها. ويستغل الصندوق فرصة مشاركته في مهرجان «أم الإمارات 2019» ليطرح مجموعة من الفعاليات المجتمعية لتوعية الجمهور بأهمية هذا الطائر، وبجهود الصندوق في الحفاظ عليه وتكاثره، إلى ذلك قال علي مبارك الشامسي أخصائي اتصال أول بالصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، إن الصندوق دأب على المشاركة في المهرجان الذي يستقطب أعداداً كبيرة من الأطفال والعوائل، موضحاً أن هذا الجناح يحتوي على العديد من الأنشطة التعليمية، وعلى أرقام الإنتاج والإكثار وأهم المعلومات الخاصة بطائر الحبارى.
وتشتمل الأنشطة التفاعلية على «لعبة الألواح» الضخمة التي تعتمد على رمي النرد على لوح كبير مثبت على الأرض، ويحصل فيها اللاعبون على فرصة للتعلّم واكتساب معلومات حول الحبارى، إضافة إلى مسرح دمى «احتضان الحبارى»، وفعالية «خريطة الهجرة وألعاب آي باد» التي تمد الأطفال بمعلومات حول هجرة الحبارى، والمسارات التي تتّبعها، والتحديات التي تواجهها والغذاء الذي تتناوله، وبإمكان زوّار جناح صندوق الحفاظ على الحبارى، بموقع الحدث، مشاهدة 10 من طيور الحبارى والتفاعل معها بشكل مباشر داخل أقفاصها، مع حضور أفلام قصيرة حولها، عبر الواقع الافتراضي، إضافة إلى مسرح للدمى، وورشة عمل للأطفال، ليتعرفوا إلى جهود الصندوق في الحفاظ على الحبارى بموائلها الطبيعية.
الأولمبياد الخاص
تستضيف منطقة الأولمبياد الخاص في مهرجان «أم الإمارات» منافسات كرة الطائرة الشاطئية من 12 إلى 20 مارس الجاري، حيث تتنافس فرق تمثل 10 دول في مباريات رباعية: رياضيان من الأولمبياد الخاص ورياضيان من الشركاء المتضامنين في كل فريق، كما تقام أول مسابقة للألعاب النارية أيام الجمعة والسبت الموافق 15، 16، 22، 23 من مارس، حيث تقدم فرق عالمية مشهورة من كوريا الجنوبية وهولندا وأستراليا وكندا، عروضها لمدة 20 دقيقة، ليضيء هذا الحدث سماء مدينة أبوظبي بلوحة فنية رائعة تبهج الزوار.