هالة الخياط (أبوظبي)
أطلقت هيئة البيئة في أبوظبي، على شبكة المحميات الطبيعية بالإمارة اسم «شبكة زايد للمحميات الطبيعية» بمناسبة «عام زايد»، واحتفاءً بالقائد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، اعترافاً وتقديراً لجهوده التي حققها في سبيل حماية البيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مناطق أخرى من العالم، فضلاً عن إسهاماته التي حظيت بالإشادة على نطاق واسع في مجال المحافظة على الحياة البرية والتراث الطبيعي.
وقالت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، وتعتبر الشبكة النموذجية ذات الإدارة الفعالة من المحميات الطبيعية البرية والبحرية من أنجع السبل المتخذة لضمان الاستدامة للتنوع البيولوجي وحمايته من التهديدات المختلفة، لافتة إلى أن شبكة المحميات البرية والبحرية التي تديرها الهيئة تضم مجموعة واسعة من الأنواع البرية والبحرية الحيوية ذات الأهمية البيئية العالية على المستويين الوطني والإقليمي.
وتحتل إمارة أبوظبي المرتبة الأولى إقليمياً والعاشرة دولياً من حيث مساحة المحميات الطبيعية بالنسبة لعدد السكان في الإمارة، وفقاً للمقارنات الإقليمية والعالمية. وبصدور المراسيم الأميرية، خلال نوفمبر الماضي، من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للإعلان عن 17 محمية طبيعية في أماكن متفرقة من إمارة أبوظبي، أصبحت هيئة البيئة في أبوظبي مسؤولة عن إدارة شبكة من المناطق البرية والبحرية تمتد من رأس غناضة شرق جزيرة أبوظبي وحتى رأس غميس بأقصى الغرب لمنطقة الظفرة، ومن المنطقة الاقتصادية الخالصة لبحر إمارة أبوظبي شمالاً وحتى صحراء ليوا بالربع الخالي جنوباً، ليصل إجمالي عدد المحميات بالإمارة إلى 19 محمية طبيعية (ست محميات بحرية و13 برية) وتمثل جميعها حوالي 15.4% من البيئة البرية في أبوظبي و13.4% من البيئة البحرية. وتعكف هيئة البيئة في أبوظبي خلال الفترة المقبلة على تعزيز فاعلية إدارة المناطق المحمية من خلال إعداد وتنفيذ الخطة التطويرية للمواقع المحمية، والتي تتضمن تصميم وتنفيذ برامج الرصد البيئية، وتعزير برامج التفتيش والحماية، وتطوير البنية التحتية والمرافق، وتطوير الخطة التشغيلية والصيانة، وتعزيز وتدريب الكوادر الوطنية وفق أحدث المعايير العالمية المستخدمة في إدارة المناطق المحمية. وأكدت رزان خليفة المبارك، أهمية المراسيم الأميرية التي أصدرها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للإعلان عن 17 محمية طبيعية في أماكن متفرقة من إمارة أبوظبي.
وقالت لـ «الاتحاد» «إن هذا الإعلان يعد الأكبر عالمياً من حيث عدد المحميات البرية والبحرية التي يتم التصديق عليها دفعةً واحدة، والذي يعزز من جهود الهيئة في حماية التنوع البيولوجي، واتخاذ إجراءات فعالة لحماية النظم البيئية، ودعم حالة المحافظة على الأنواع من خلال شبكة متكاملة وشاملة للمناطق المحمية تضم عدداً من أفضل وأهم الموائل البرية والبحرية في الإمارة».
وأعلنت أن الهيئة أطلقت على شبكة المحميات الطبيعية بالإمارة اسم «شبكة زايد للمحميات الطبيعية» بمناسبة «عام زايد»، واحتفاءً بالقائد المؤسس.
وقالت: تعمل الهيئة، التي تعتبر المحميات الطبيعية عنصراً أساسياً للمحافظة على التنوع البيولوجي وإدارة النظم البيئية، على تعزيز جهود الحماية داخل المواقع من خلال تجهيز إطار شامل للتخطيط الإداري لإدارة هذه الشبكة من المحميات الطبيعية التي تمثل الموائل البرية والبحرية الأساسية، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات لتحسين الممارسات الإدارية والمحافظة على بيئات المحمية الطبيعية وحماية عناصرها الحيوية والجيولوجية وحماية النباتات والحيوانات المختلفة المهددة بالانقراض والعمل على تكاثرها.
إرث طبيعي
وذكرت المبارك أن إمارة أبوظبي تتمتع بإرث طبيعي غني وتنوع بيولوجي فريد من نوعه، فمن المها العربي وطيور الحبارى إلى أبقار البحر والسلاحف البحرية التي توفر تنوعاً فريداً من البيئات الطبيعية، حيث إن إنشاء المحميات الطبيعية يساهم بشكل أساسي في حماية الموائل والأنواع البرية النباتية والحيوانية وخاصة المهددة بالانقراض.
وأشارت المبارك إلى أن شبكة المحميات في الإمارة ستمثل حجر الزاوية لجهود حماية النظم البيئية والتراث الطبيعي والثقافي، وتساعد على تكاثر الأنواع المهمة، وتُسهم في تحقيق الأهداف التي وضعتها الهيئة لتعزيز جهود المحافظة على المحميات الطبيعية البرية والبحرية، بالإضافة إلى تحقيق النسب المطلوبة وفقاً لخطة إمارة أبوظبي والاتفاقيات الدولية.
ثمانية موائل
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة: «إن الهيئة حددت ثمانية موائل بحرية وساحلية لإدارتها والحفاظ عليها، تتضمن الموائل البحرية الشعاب المرجانية، والأعشاب البحرية، وأشجار القرم، والشواطئ الرملية والشواطئ الصخرية، والبحيرات، والقنوات المائية، ومناطق المد والجزر والسبخات. كما حددت سبعة موائل برية تضم كلاً من الكثبان الرملية المكسوة بغطاء نباتي شجيري والكثبان الضخمة والبرقات، والسهول الرسوبية، إضافة إلى الجبال والتضاريس الصخرية، والأودية، والسبخات الداخلية».
وذكرت الظاهري أن «المحميات ساهمت في نجاح جهود إكثار وإطلاق الكثير من الأنواع، منها الفلامنجو (الفنتير الكبير) الذي يتخذ من محمية الوثبة ملاذاً له، والمها العربي التي كانت على حافة الانقراض، وتمت إعادة توطينها في محمية المها العربي».
إدارة المناطق المحمية
وقالت الظاهري، إن هيئة البيئة تعمل على تعزيز فاعلية إدارة المناطق المحمية من خلال إعداد وتنفيذ الخطط الإدارية للمواقع المحمية، بالإضافة إلى تصميم وتنفيذ برامج الرصد البيئية، وتدريب الكوادر الوطنية وفق أحدث المعايير العالمية المستخدمة في إدارة المناطق المحمية.
اختيار المناطق
يشار إلى أن اختيار المناطق المحمية ارتبط بعوامل عدة أهمها حجم الموقع الذي يلعب دوراً مهماً في تحديد قابلية الاستدامة للموقع، إذ أنه كلما زاد حجم الموقع تزيد إمكانية إيوائه لمجموعات حيوية من الأنواع بشكل مستدام، وأيضاً نسب تمثيل الموائل الطبيعية، حيث إن كل موقع يمثل نظاماً بيئياً مختلفاً لا بد من تمثيله ضمن مساحات معينه. بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار مدى التنقل اليومي للحيوانات التي تعيش في هذه المحميات وكفاية المساحة لهذا الغرض.
كما تم اختيار حدود بعض المناطق ومساحاتها بناءً على أهميتها الثقافية والتراثية للإمارة.
المحميات البرية
وتتمثل المحميات البرية التي تديرها الهيئة حالياً بعد صدور المراسيم الأميرية في محمية البدعة الطبيعية وتقع المحمية، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 417 كيلومتراً مربعاً، في منطقة الظفرة وتعتبر واحدة من أكبر المحميات الطبيعية التي تتميز بطبقات وكثبان رملية تحتوي على غطاء من الشجيرات. هذا إضافة إلى محميات الدلفاوية، الرملة، قصر السراب، المها العربي، الغضا الطبيعية، الوثبة للأراضي الرطبة، متنزه جبل حفيت الوطني، محمية يو الدبسا، محمية الحبارى، محمية بدع هزاع، محمية برقا الصقور، ومحمية الطوي.
المحميات البحرية
وتضم قائمة المحميات البحرية:متنزه السعديات البحري الوطني: وتقع في المنطقة البحرية المتاخمة لجزيرة السعديات بمساحة إجمالية قدرها (59) كيلومتراً مربعاً.
محمية الياسات: أنشئت بمرسوم أميري في عام 2005م وعام 2009م وتبلغ مساحتها الحالية 2046 كيلومتراً مربعاً تتميز بأهميتها البيئية فضلا عن أهميتها التاريخية والثقافية.
متنزه القرم الوطني: موطناً للملايين من أشجار القرم التي تساعد على امتصاص وتحويل ثاني أكسيد الكربون أحد الغازات المتسببة في التغير المناخي.
محمية مروح للمحيط الحيوي: تمتد على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 4255 كيلو متراً مربعاً وتعتبر نموذجاً مثالياً للبيئة البحرية والساحلية بالدولة.
محمية بو السياييف: تغطي مساحة إجمالية تبلغ 145 كيلومتراً مربعاً وتقع غرب قناة المصفح وتعتبر منطقة هامة للطيور المهاجرة والمقيمة وتضم مجموعة من الموائل المناسبة لطيور الفنتير (الفلامنجو الكبير)، وتوفر ملاذاً آمناً للعديد من الأنواع البحرية التي تعيش بالأراضي الرطبة البحرية.
محمية رأس غناضة: تقع في المنطقة البحرية المتاخمة لرأس غناضة وتمتد على مساحة إجمالية قدرها 55 كيلومتراً مربعاً. وتشكل تجمعات الشعاب المرجانية في المحمية قيمةً اقتصاديةً مهمة، وتعتبر عنصراً مهماً للجذب السياحي.