السبت 30 سبتمبر 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مهرجان الشيخ زايد.. 60 يوماً من الإبداع والترفيه

مهرجان الشيخ زايد.. 60 يوماً من الإبداع والترفيه
29 نوفمبر 2019 02:34

أحمد السعداوي (أبوظبي)

ينطلق اليوم مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة بأبوظبي، حافلاً بألوان الإبداع والترفيه والثقافة والتراث المعبر عن الإرث الحضاري للإمارات والعديد من شعوب العالم وثقافاته، من خلال حضور واسع يشمل 17 ألف مشارك وعارض من حول العالم، وأحياء تراثية عالمية إلى جانب لآلئ التراث والفولكلور الشعبي الإماراتي وفعاليات ترفيهية وعائلية تقدم إلى الجماهير من كل الجنسيات على مدى أيام المهرجان، الذي يقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

شعار المهرجان
في الطريق المؤدي للمهرجان، الذي يستمر حتى 1 فبراير المقبل، ازدانت الطرق بأعداد كبيرة من الأعلام الحاملة لشعار المهرجان، لتكون بمثابة دليل يرشد قائدي المركبات إلى ساحة المهرجان في منطقة الوثبة، ليقضوا أوقاتاً ممتعة في رحاب المهرجان، الذي تزين شعاره، بصورة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، اعتزازاً بما قدمه الراحل الكبير من جهود كبيرة في ترسيخ أسس قيام الدولة، ومنها الاهتمام بالأشكال المختلفة لإرث الأولين باعتباره أساساً لنهضة الإمارات الحديثة، حيث قدم المغفور له الكثير من الدعم للتراث الإماراتي وعمل على تعزيزه وترسيخه في النفوس والأفئدة.
وبالوصول إلى ساحة المهرجان، نجد أن الطراز المعماري الإماراتي القديم زيّن أرجاءه كافة، بداية من الأسوار الخارجية للمهرجان التي أقيمت على غرار أسوار الحصون والقلاع الإماراتية ذات البعد التاريخي الضارب في القدم، خاصة بوابته الرئيسية التي تنبئ عن عراقة وبهاء إماراتي أصيل، حرص القائمون على المهرجان على إبرازه بشكل لافت ليكون أول ما يقابل الزائر لدى وصوله إلى أرض الكرنفال التراثي والثقافي الكبير، الذي صار حدثاً عالمياً بامتياز بفضل مشاركة عشرات الدول في فعالياته الممتدة على 60 يوماً، وسط شتاء إماراتي مدهش وأجواء الضيافة الإماراتية التي شهد بها القاصي والداني عبر الدورات السابقة للمهرجان والتي تستمر بالزخم نفسه، بفضل التنظيم الراقي والحرص على توفير خدمات نوعية متميزة للزوار المهرجان، مثل حضانة وعربات للأطفال وعربات تسوق وكراسي متحركة لكبار السن وأصحاب الهمم، وغيرها من الوسائل التي تشجع الجميع على زيارة المهرجان وقضاء أوقات ممتعة بين أجنحته المختلفة.

نافورة الإمارات
كما خصص المهرجان لزواره من كافة الأعمار الكثير من الفعاليات الرئيسية اليومية والأسبوعية، وتأتي على رأسها نافورة الإمارات عند منتصف منطقة المهرجان التي تبهر الجمهور بعروضها المتواصلة كل نصف ساعة يومياً، بالإضافة إلى عروض تفاعلية من الأجنحة المميزة للمهرجان، منها «تمورنا تراثنا»، الذي تنظمه شركة «الفوعة، ويحتفي بشجرة النخيل التي ارتبطت منذ أزمنة بعيدة بأهل الإمارات، وحظيت باهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث سعى لنشر الرقعة الخضراء في أنحاء الدولة، ويضم الجناح متحفاً للتمور ومسرحاً تفاعلياً، ومسابقات متنوعة تبارى فيها منتجو التمور في الإمارات والمنطقة.
وبالحديث عن الزراعة وشمولية مهرجان الشيخ زايد، ينظم جناح «الواحة الزراعية» للزوار عروضاً تفاعلية وورش عمل عن المنتجات الزراعية المحلية والثروة الحيوانية في الإمارات، ليسلط الضوء على دور الشيخ زايد «رحمه الله» في تطوير أساليب الزراعة وتأسيس منظومة متكاملة في قطاع الثروة الحيوانية.
أما القرية التراثية الإماراتية، فتستقبل الجمهور بمجموعة واسعة من العروض الحية للحرف والصناعات التقليدية الإماراتية التي تعكس أدوات العيش والحياة قديماً، بينما يقدم معرض الخيل عرضاً لمسيرة مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، في حين يقدم معرض الهجن عرضاً لمسيرة الألقاب التي حصدتها أفضل مطايا هجن الرئاسة في سباقات الهجن، كما يقدم معرض الصقارة عروضاً لرياضة الصقارة وأدواتها في تراث الإمارات ومجموعة من الصقور المميزة، أما معرض السلوقي، فيقدم عروضاً للتقاليد المتعلقة بالسلوقي والتي تتضمن كيفية تدريبها والاهتمام بها وكيفية الصيد بها.

أهداف المهرجان
فيما يعرض جناح «الإنسان والإمارات» لإنجازات دولة الإمارات الإنسانية العالمية، مقدماً فعاليات متنوعة تعزز ثقافة التسامح التي أرساها المغفور له الشيخ زايد، وهو ما يتماشى مع أهداف المهرجان الذي صار ملتقى عالمياً، ويشمل العديد من النواحي الثقافية والحضارية للإمارات والعديد من ثقافات وبلدان العالم، لذا جاء اسم المهرجان في نسخته الحالية «مهرجان الشيخ زايد» حاملاً رسائل الثقافة والاعتزاز بالتراث الإماراتي والعالمي، انطلاقاً من أبوظبي وتحديداً من منطقة الوثبة الواقعة على مسافة 43 كيلو متراً شرق العاصمة.
في هذا السياق يقول محمد غانم المنصوري، نائب رئيس مجلس إدارة شركة الفوعة، وهي أحد الأجنحة الرئيسية في المهرجان منذ انطلاقه قبل عدة سنوات، إن المهرجان حقق نجاحاً لافتاً منذ انطلاق نسخته الأولى قبل عدة سنوات، خاصة مع تسليطه الضوء على كثير من جوانب الموروث المحلي الإماراتي وعرضه لأشكال فنون وثقافات العالم وحضاراته المختلفة.
ولذلك جاء اسم «مهرجان الشيخ زايد» متماشياً مع قيمة المهرجان بأنه حدث ثقافي عالمي يبرز حضارة الإمارات الغنية من عادات وتقاليد، ويعكس الاهتمام بحضارات وأفكار شعوب العالم التي تشارك في فعاليات المهرجان الذي يحمل اسمه دلالات كثيرة، أهمها التأكيد على دور القيادة الرشيدة في الاعتزاز بالتراث ورؤيته الثاقبة في التمسك بالتراث والاعتزاز به والتعرف على التراث الإنساني والحضارات العالمية.

حضارات وثقافات
الدكتور خالد سليمان البلوشي، المتخصص في التاريخ الإماراتي، أكد أن مهرجان الشيخ زايد نافذة حية على تاريخ الإمارات وحضارات وثقافات العالم، ولذلك يحمل المهرجان رسائل واسعة تتماشى مع المفهوم الذي يرمي إليه اسم المهرجان وقيمة الشيخ زايد، قائد عالمي وراعٍ للتراث والثقافة في الإمارات والعالم، ونحن في كل عام على موعد مع مهرجان الشيخ زايد الذي يؤلف القلوب ويزيد المحبة بين أفراد المجتمع، خاصة أن المهرجان اكتسب العالمية منذ انطلاقته لمشاركة الكثير من دول العالم فيه، بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة وتأكيد القائمين على المهرجان أهميته واكتسابه البعد العالمي، فاختصر اسم المهرجان إلى مهرجان زايد، ليبقى زايد الخير رمزاً وقائداً عالمياً على مر الزمان.
الخبير التراثي، محمد راشد السويدي، قال إن مهرجان الشيخ زايد تعدى حدود المحلية إلى العالمية، ولذلك جاء تغيير المسمى توافقاً مع النجاح الكبير الذي حققه المهرجان عبر سنوات عديدة سار فيها خطوات واسعة، بحيث أصبح مظلة عالمية تجتمع تحتها حضارات وأفكاراً وثقافات من الشرق والغرب، في تظاهرة ثقافية فريدة تشهدها أبوظبي في مثل هذا الوقت من كل عام، ويجرى تنظيمها على أرقى المستويات جعلت المهرجان واحداً من أهم الفعاليات العالمية التي تحتفي بالتراث والثقافة، ما يجعلنا نشد على أيدي القائمين عليه أنهم استطاعوا الوصول به إلى العالمية وتحقيق هذا القدر من النجاح.

إرث
وأوضح السويدي أن مشاركة عشرات الدول في المهرجان وقيامها بعرض نماذج من حضارتها وأسواقها الشعبية وحرفها التقليدية وفنونها الفولكلورية، خير دليل على تحقيق رسالة المهرجان بأن الإمارات ملتقى الحضارات، وأن أبناءها منفتحون على جميع ثقافات وحضارات العالم، مع تمسكهم بإرث الأقدمين الذين يعتزون به ويعتبرونه تاجاً فوق الرؤوس يعتزون به في كافة المحافل.
وأكد بدر الأميري، المسؤول الإعلامي بنادي تراث الإمارات، إن المهرجان يهدف إلى تكريم الإرث الذي تركه الشيخ زايد ‏والاحتفال بروح الاتحاد في ذكرى قيام دولة الإمارات في تجمع عائلي من كافة فئات الشعب، وكذلك توليد الشعور بالفخر بين جميع المواطنين والمقيمين على أرض الوطن، حيث إن المهرجان عبارة عن مهرجان ثقافي تراثي ‏عالمي ‏يستقطب القريب والبعيد، ‏ويأتي اسم المغفور له الشيخ زايد على تظاهرة اكتسبت الصفة العالمية بعد سنوات من انطلاقه، عرفاناً بالدور الذي لعبه على كافة الصعد، والنظرة الثاقبة لقيادتنا الرشيدة لأهمية مكانة الشيخ زايد على المستوى العالمي، حيث إن التاريخ خلد اسمه بصفته زعيماً للسلام والتسامح في العالم.

الخيل والهجن
من الفعاليات اليومية، طوال فترة المهرجان، عرضة الخيل والهجن، مقابل المنصة الرئيسية عند الساعة 4.30 عصراً يومياً، وعروض الموسيقا التراثية العسكرية التي تجوب ساحات المهرجان، بدءاً من 4 عصراً يومياً، والعروض الفردية الفنية والعالمية في ساحات المهرجان، بدءاً من 4 عصراً يومياً.
ويشهد ميدان الخيل والهجن الكثير من العروض والمسابقات اليومية، منها عروض جمال الخيل العربي الساعة 5 و7 مساءً يومياً، ومسابقة طرح القعود عند الساعة 7 مساءً يومياً، وكذلك ركوب الخيل والهجن، بدءاً من 4 عصراً يومياً.

فعاليات جماهيرية
جمهور المهرجان مع موعد مع عدد كبير من الفعاليات الجماهيرية المتنوعة المصاحبة، التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، يقدم خلالها أكثر من 17 ألف مشارك وعارض من بلدان مختلفة 3000 عرض فلكلوري ثقافي عالمي، وأكثر من 100 فعالية وورشة عمل للأطفال، وأكثر من 500 عرض وفعالية جماهيرية كبرى، على مدى أيام المهرجان المستمرة حتى 1 فبراير 2020.

مدينة ترفيهية
تعتبر منطقة تحدي الرماية بالليزر مدينة ترفيهية ضخمة، صممت لتكون مناسبة لمختلف زوار المهرجان، وتضم مجموعة كبيرة من الألعاب والمركبات، مثل السفينة الدوارة، الأفعوانية، وأخرى أكثر تشويقاً وإثارة، التي روعي في تصميمها وتجهيزها أعلى معايير الأمن والسلامة.

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©