أكدت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي أن تبادلاً لاطلاق النار وقع أمس بين شطري الكوريتين عبر الحدود شديدة التسليح بينهما، مبينة أن حرس حدود من الشمال أطلقوا عيارين ناريين حوالي الساعة 5.26 مساء باتجاه موقع حراسة كوري جنوبي وأن الموقع رد بإطلاق النار. وأضافت الهيئة أنه لم يتسن على الفور معرفة سبب بدء إطلاق النار من جانب كوريا الشمالية. وذكرت وسائل إعلام محلية في سيؤول، أن الطلقات وجهت صوب وحدة في الخطوط الأمامية في هواتشيون بإقليم جانجون الشرقي على بعد 90 كلم شمال شرق سيؤول. وأشارت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية إلى أن طلقات حرس الحدود الشمالي كانت باتجاه دورية عسكرية جنوبية. ولم ترد تقارير أولية عن سقوط ضحايا من الجانبين. وأعلن الجيش الكوري الجنوبي أنه سيتحقق ما إذا كانت الحادثة عرضاً أم متعمدة ما يشكل خرقاً للهدنة الدولية التي أوقفت الحرب في شبه الجزيرة الكورية عام 1953.
وذكرت هيئة الأركان الكورية الجنوبية أنها رفعت جهوزية قواتها العسكرية عقب إطلاق النار. وقالت إن العسكريين وضعوا في حالة تأهب قصوى خاصة أن سيؤول تستعد لاستضافة قمة مجموعة الـ20 خلال يومي 11 و12 نوفمبر المقبل.
وكانت بيونج يانج حذرت في وقت سابق أمس من أنه إذا واصلت سيؤول رفض استئناف المفاوضات العسكرية لتهدئة التوتر، فإن ذلك يمكن أن “ينعكس بشكل كارثي” على العلاقات بين البلدين. ووصفت رفض جارتها الجنوبية إجراء المحادثات بأنه “خيانة” وذلك في بيان شديد اللهجة نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية. وعلقت المفاوضات التي استؤنفت بعد عامين من التوقف، مجددا في سبتمبر الماضي عندما طالبت سيؤول بيونج يانج بتقديم اعتذار على إغراق السفينة الحربية “شيونان” التابعة لها في 26 مارس الماضي.
ورفضت بيونج يانج الاعتذار ونفت أي علاقة لها بالحادث. وأكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية مجدداً أمس أنها رفضت اقتراح كوريا الشمالية بالعودة للمباحثات وستستمر في رفضها حتى تعترف بيونج يانج بمسؤوليتها عن إغراق شيونان الذي أودى بحياة 46 بحاراً.
وشهدت الحدود بين الكوريتين التي توجد عليها حراسة مشددة، حوادث إطلاق نار من قبل. ونقلت يونهاب عن مسؤول بهيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، قوله إن “قيادة الأمم المتحدة المراقبة للهدنة، سترسل فريق تحقيقات لتحديد ما إذا كانت بيونج يانج انتهكت شروط الهدنة”. وجاء إطلاق النار أمس قبل يوم من لقاء مقرر للم شمل الأسر في كوريا الشمالية. وقالت وزارة الوحدة إن الاجتماعات ستمضي قدما كما هو مقرر. وفي تطور آخر، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة جوزيت شيران في سيؤول أمس الأول، إن برنامج المساعدات لكوريا الشمالية يعاني نقصاً بنسبة 80% في التمويل اللازم له. وقالت شيران “يتم الآن تمويل 20% فقط من احتياجاتنا المقدرة لبرنامجنا الذي يركز على التغذية في كوريا الشمالية”.
ويقدم البرنامج الغذاء لـ671 ألف من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في 65 منطقة في البلاد. وذكرت أن هناك حاجة إلى 45 مليون دولار سنوياً و75 ألف طن من الأغذية لتمويل البرنامج الحالي الذي من المفترض أن يصل الى 2,5 مليون طفل.