الشراكة الاستراتيجية، شعار ترفعه مؤسساتنا الرياضية، بين حين وآخر، وقبل وبعد كل الأحداث الرياضية، محلية كانت، أم خارجية، في الإنجازات ننفرد بها، وفي الإخفافات نحملها مسؤولية ما حدث، وكأن إعلامنا الرياضي هو المسؤول عن ذلك، وأن الخطط والبرامج من مهامها، والإخفاق وإن حدث من مسؤولياته، في الوقت الذي يتصدر القائمون مشهد الانتصار، ويتوارون عن مشهد الإخفاق، في انتظار دوران عجلة النشاط مجدداً، ليصبح الإخفاق جزءاً من الماضي، سرعان ما تنشغل الساحة بغيره من الأحداث. 
والشراكة الاستراتيجية مفهومها واسع وعلاقاتهما مستمرة، بدءاً من التخطيط وتحديد الأهداف، انتهاءً بتحقيقها ومتابعتها.. ومتلازمان دائماً ولا ينفصلان، مهما كانت مخرجاتها، لا نحمل جهة بعينها تبعات ذلك، وإلا ما الهدف من الشراكات المنصوص عليها في نظمنا ولوائحنا. 
وبرامج تنفذ من دون تحديد الأهداف التي هي رؤية مستقبلية لرياضتنا في كل المراحل، راجين جهتي الإشراف الحكومي والأهلي، متابعة تنفيذها، وفق متطلبات المرحلة القادمة، من العمل الرياضي المؤسسي، بعيداً عن الشعارات التي سرعان ما تختفي بعد كل حدث. 
ولأن العلاقة النموذجية بين أجهزتنا الرياضية، من الهيئة العامة للرياضة، المظلة الحكومية، واللجنة الأولمبية الوطنية، الإطار الأهلي لمنظومة العمل، وبالتعاون مع الاتحادات الرياضية، هي التي تقودنا إلى فهم الشراكة الاستراتيجية والعمل بها، باعتبارها مسؤولية الجميع في كل الظروف، سلباً كان أم إيجاباً، نقوم بتقويم السلبيات، ونعزز الإيجابيات بالمتابعة الدائمة. 
هكذا هي الشراكات الاستراتيجية التي ننشدها، ونتمنى تحقيقها في الدورة الانتخابية القادمة، بعيداً عن نتائج الحاضر، فالشراكات لا تسقط، شأنها شأن الشراكات في القطاع الاقتصادي، فلا يمكن إلغاء العقود المبرمة بين الشركات الراعية لأنديتنا ومنتخباتنا، إذا ما أخفقت، فتلك هي العلاقة التي تربط الشركاء، رياضية كانت أم غيرها. 
ولأننا نقر بشراكتنا الاستراتيجية في نظمنا الأساسية لاتحاداتنا وأنديتنا، وتعتبرها جزءاً أصيلاً من برامجها التطويرية، فإننا نطالب التزام كل الأطراف الرياضية الحكومية والأهلية بها، تحقيقاً للتكامل بين مكونات المنظومة الرياضية، وصولاً إلى تحقيق الأهداف المرسومة والمقرة من جهتي الاختصاص، وكل اتحاداتنا وأنديتنا، لأن المسؤولية المجتمعية تحتم علينا ذلك، فكلانا مسؤول عن نجاح الشراكة الاستراتيجية عملاً، لا قولاً، وبذلك نكون حققنا مفهوم الشريك الاستراتيجي، وأصبح الإعلام الرياضي فعلاً شريكاً استراتيجياً في تطوير العمل الرياضي.