القرار الذي اتخذه اتحاد كرة القدم بضرورة تعيين مدربين مواطنين في الأندية لفرق المراحل السنية ومدربين مساعدين للفريق الأول اعتباراً من الموسم المقبل، قرار جريء وصائب، ويعزز مسيرة المدرب المواطن في أنديتنا التي تصرف مئات الملايين على كرة القدم، بمحصلة تكاد لا تذكر في الوقت الذي نطالب المؤسسات الأخرى العامة والخاصة ضرورة تعيين مواطنين في مواقع مختلفة، بعد أن أثبت المواطن كفاءة في مواقع كثيرة، آخرها وأهمها مع «مسبار الأمل»، الذي يعانق السماء وهو موضع فخر واعتزاز العالم بكفاءة ابن الإمارات وريادته وهو يستشرف المستقبل نحو الألفية الثالثة، معظمهم دون وظيفة باستثناء القلة القليلة، ومعظمهم يحملون شهادات رسمية في مجال التدريب. 
إن نقص عدد المدربين المواطنين مؤشر سلبي لكوادرنا المواطنة، التي تسعى إلى الدخول في معترك التدريب لا في كرة القدم فحسب، وإنما في الألعاب المختلفة.
ففي كرة القدم أثبت العديد من المواطنين الذين دربوا منتخبنا مثل مهدي علي وفرقنا المحلية مثل عبدالعزيز العنبري مدرب نادي الشارقة، الذي حقق لناديه وله مجداً سيخلده التاريخ وعيد باروت وعبدالله صقر وقبلهم رجب عبدالرحمن في نادي النصر، وغيرهم من الكفاءات المواطنة في الألعاب المختلفة، وكانوا موضع تقدير من الجميع. 
أعذار كثيرة يسوقها القائمون على أنديتنا، كالمزايا المالية التي يطلبها المدرب المواطن والموازنات والصلاحيات والمشاركة في اختيار اللاعبين مواطنين وأجانب، رغم أنها من صميم صلاحيات المدرب، بالتشاور في بعض الأندية، وهي أعذار ومبررات غير مقنعة بعدم الاستعانة بهم، وهو ما حدا باتحاد كرة القدم بإلزام الأندية بدءاً من الموسم المقبل، العمل به في ظل العدد الكبير من كوادرنا المواطنة التي تسعى للدخول في معترك التدريب أسوة بالمجالات الأخرى، فكرة القدم ليست بالمجال الصعب لشبابنا المواطن لاحترافه، وهو مؤهل أكاديمياً وميدانياً لدخول هذا المعترك، ونحن على يقين بأنه سيحقق الكثير إذا ما أعطي الثقة والدعم اللازمين. 
نرجو من القائمين على أنديتنا منح مدربينا المواطنين الثقة والدعم لدخول مجال التدريب، ونحن على يقين بأنه سيسجل نجاحاً في هذا المجال كغيره من المجالات، التي نجح وتألق فيها وتكون أنديتنا مساهمة في تحقيق توجهات قياداتنا في دعم الشباب المواطن في مجال التدريب الرياضي، بدءاً من كرة القدم مروراً بالألعاب الأخرى وصولاً لتدريب منتخباتنا بعد ذلك.