أطلقت شرطة أبوظبي مؤخراً مبادرة مهمة تهدف لتعزيز الوعي المروري لدى سائقي توصيل الطلبات «الدليفري»، وبالأخص أولئك الذين يستخدمون الدراجات النارية.
المبادرة الجديدة تختلف عن مبادرات مثيلة سابقة، لأنها تعتمد هذه المرة على شركاء لشرطة المرور من السائقين أنفسهم، يساعدون في ضمان الالتزام بالقواعد المرورية، والممارسات الكفيلة بتعزيز السلامة لجميع مستخدمي الطريق.
تجيء المبادرة الجديدة بعد تزايد الشكاوى والانتقادات من سائقي الدراجات النارية المستخدمة لتوصيل الطلبات، وبالذات من المطاعم وحتى الوثائق الرسمية، بعض هؤلاء لا يلتزم بأبسط القواعد، فتراه يصعد للجانب الآخر من الشارع، مستغلاً المداخل المخصصة للمشاة الذين يستخدمون كراسي متحركة وعربات الأطفال.
ذات مرة كاد سائق دراجة نارية للتوصيل أن يصطدم بسيارتي لولا لطف الله، ولم يجد ما يبرر به تهوره سوى اضطراره للسرعة حتى لا يغضب من تأخره طالب الخدمة.
غالبية مخالفات هذه الفئة- كما رصدتها الشرطة- تتركز في تجاهل قواعد القيادة الآمنة كالقيادة بتهور وعدم الالتزام بالسرعات المحددة، وعدم ترك مسافة أمان كافية، وعدم الانتباه والانشغال عن الطريق و«زيادة السرعة على التقاطعات لإدراك الإشارة الخضراء، مما يؤدي إلى تجاوزها والاصطدام بالمركبات العابرة من الاتجاهات الأخرى.
المبادرة تحمل اسم «طلبات باترول» أو دوريات «الدليفري»، وتم إطلاقها بتعاون بين شرطة أبوظبي وشركة «طلبات» ومركز النقل المتكامل، وتعمل على تعزيز الثقافة المرورية الآمنة لهذه الفئة بعد تدريب وتأهيل 20 سائقاً من سائقي الشركة في المرحلة الأولى، ليتولوا متابعة التزام بقية زملائهم بقواعد القيادة الآمنة على الطرق، ويحررون مخالفات إدارية عند مخالفتهم لتلك القواعد.
الخطوة، وكما قالت شرطة أبوظبي، ستشمل في مرحلتها الأولى مختلف مناطق الإمارة، وتتطلع لتوسيع نطاقها لمناطق أخرى من الدولة، وهي إلى جانب دورها في تعزيز السلامة المرورية بما يحقق استراتيجية الشرطة ووزارة الداخلية، فإنها تقدم نموذجاً واقعياً لرؤية القيادة بإشراك مختلف فئات وشرائح المجتمع لتحمل مسؤولياتها.
وفي الوقت الذي نتمنى أن تسهم فيه هذه المبادرة القيمة بتعزيز السلامة المرورية وخفض الحوادث، نتطلع أن يقوم بعض سائقي المركبات بدورهم في مساعدة سائقي خدمات التوصيل، فهم فئة تقوم بدورها في المجتمع، وتستحق منا كل تعاون ومساعدة، لا «التنمر» والتضييق عليها في المسارات والتعامل معهم بدونية، فعلى الطريق تشاهد بعض الممارسات التي يفتقر أصحابها لأبسط مظاهر وروح القيادة، «القيادة فن وذوق وأخلاق».