الإنسان محور الكون، وجوهره، هو النجمة التي تضيء الأرض، وأن غشيتها الغيمة انطفأت، فأظلمت الأرض، واستسلمت للضياع.
الإنسان هو ذلك الكائن المفعم بالطموح فإن غابت شعلته، تحول إلى أحفورة مغطاة بالطين والغموض.
الإنسان في التاريخ هو الشجرة التي تزهر بالوعي، وتسفر باليقظة، وتطوق الوطن بحزام أخضر يانع يافع ترتفع أغصانه لتطال عنان السماء.
الإنسان في الوطن اللحن والشجن، وأغنية ترتب نغماتها بأوتار قيثارة لا تعبأ بضجيج الزئير، والأزيز، أنها الترنيمة التي تهيمن على الوجود بأعذب الألحان، وأرق الشجن.
هكذا يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدته عن حب الوطن قائلاً: بناء حياة لأجيال جديدة هو أكبر وأعظم وأنبل هدف لحياتنا.
عندما يكون الإنسان راعي الكون، كما يقول الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر، تصبح الحياة شجرة ترتع في فيافي البذخ، وتنمو أغصانها في نجود الترف، يصبح الوطن نهراً تسيل جداوله في عروق الإنسان كأنها الشعاع الصادر من بؤرة القمر، كأنها الموجة تتدحرج على سواحل الأمل، كأنها الفراشة تغسل جبين الحياة بألوان زاهية، بهية.
ما بين الإنسان والوطن حبل سري، يتتبع خطوات التقدم بحلم، وعلم، ويمضي في الوجود كأنه الكوكب يتعقب خطوات النور إلى ما لا نهاية، فالحياة بنيت على ثلاثة، الحب، والطموح، والأمل هيد أوتاد خيمة التطور، هي أضلاع النشوء والارتقاء، هي سمات الإنسان المتحضر، وهي صفاته، وشيمه، وقيمه، وهي سفينة الفضاء التي تأخذه إلى حيث تكمن الحقيقة، وإلى المحطة التي تجعله في العالمين متميزاً، ومختلفاً، ومتألقاً، ومكتنزاً بالمعرفة، كأنه الكتاب الخالد، كأنه القاموس، والناموس، وكأنه السراج العبقري الذي لا تطفئه رياح، ولا تخذله جراح، يكون الإنسان في الوطن البوح، والصدق، يكون كلمة السر التي تفتح للأفق مداراً، وللحدق مساراً، تكون الكلمة الجذر، والصدر، تكون الصوت والصيت، تكون المنطقة المزروعة بالفرح، تكون قرص الشمس يسدل أهدابه على الأرض، فينصع جبين الحياة وتتحول العلاقة ما بين الإنسان والوطن، كما هي العلاقة ما بين النهر والطير، كما هي العلاقة ما بين الحلم والزهرة، كما هي العلاقة ما بين المحارة والسواحل، كما هي العلاقة ما بين الوعي وسلام النفس.