فوز الإمارات عن جدارة واستحقاق باستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب28» المقرر عقده عام 2023، ويعتبر أكبر مؤتمر وتجمع دولي لإيجاد حلول للتحديات المناخية التي تواجه كوكبنا، إنما يعد تقديراً للمكانة الدولية المرموقة للإمارات، واعترافاً دولياً بجهودها ومبادراتها المتميزة لصون البيئة ومواجهة تداعيات التغير المناخي.
قضايا حماية البيئة والاعتناء بموارد الطبيعة من إرث المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، «رجل البيئة الأول» الذي احتفت به الهيئات والمنظمات الدولية وكرمت نهجه وفكره الاستباقي في التعامل مع تلك التحديات والذي أرسى مبكراً مبادئ الاستدامة. وعلى ذات النهج مضت الإمارات وقيادتها لتنخرط بقوة مع جهود المجتمع الدولي للمساهمة في حماية الكوكب الذي نعيش عليه، وموارده الطبيعية لصالح الأجيال القادمة.
حجم التأييد الدولي الواسع لاستضافة الإمارات الحدث العالمي، جسد مكانة الدولة وتقدير جهودها من خلال المبادرات العديدة التي قدمتها على امتداد العقود الماضية، وعبرت عن رؤية القيادة الرشيدة بضرورة الانخراط في بناء الشراكات الدولية والتعاون الإيجابي البناء لمواجهة الأخطار المحدقة بنا جميعاً جراء تداعيات التغير المناخي والظواهر المناخية غير الصحية الناجمة عنها على مختلف الصُعد.
رؤية ثاقبة عبر عنها معالي الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي في كلمته أمام مؤتمر «كوب26» في جلاسجو مؤخراً، عندما قال إن جهود دولة الإمارات تهدف إلى خفض الانبعاثات، وليس خفض معدلات النمو والتقدم، وإن الإمارات تنظر إلى العمل المناخي كفرصة للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، وتحمل «دعوة مفتوحة للعالم للشراكة والتعاون لإيجاد حلول مستدامة»، وذلك في إطار نهجها الثابت وحرصها الدائم على بناء ومد جسور التعاون والشراكة مع الجميع لما فيه مصلحة الجميع.
لقد كان إعلان دولة الإمارات عن مبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، علامة فارقة ضمن جهودها ومبادراتها على صعيد العمل المناخي، الذي شهد كذلك الإعلان عن زراعة مائة مليون شجرة قرم في دولة تعد الأولى في المنطقة التي تضيف الطاقة النووية إلى شبكتها الكهربائية، وحيث تحتضن أبوظبي أربعة مشاريع متفردة تزيل 24.5 مليون طن من الكربون سنوياً.
فوز إماراتي مستحق، ووعد بأن تظل الإمارات دائماً شريكاً أصيلاً لكل جهد لصالح البشرية، ولتؤكد للعالم بأنها جاهزة لاستقبال قادة العالم في«كوب28».