انطلق أمس الموسم الرمضاني الجديد في المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمحاضرة حول «القيم وأثرها في تنمية الإنسان والمجتمعات»، إيذاناً بإطلاق سلسلة محاضرات الموسم في المجلس الذي استعاد نشاطه مع دخولنا مرحلة التعافي من جائحة كورونا، وقد كان الفضل في تجاوزها -من بعد الله سبحانه وتعالى- لراعي المجلس، الذي أطلق مقولته الشهيرة «لا تشلون هم»، لتتفرع منها مبادرات عدة جعلت للإمارات تجربة ملهمة في التعامل الاستباقي مع الجائحة وتحصين المجتمع، وتوفير كل احتياجاته ليخرج اليوم منتصراً، ويقدم دروساً وعِبراً يستفاد منها في كيفية التعامل مع الأزمات والمستجدات، وتجاوزها بكل حنكة وثقة واقتدار ولله الحمد.
في محاضرة المجلس العامر بالأمس، تناول المحاضران الدكتور عمر الدرعي المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية والأوقاف، والدكتور أحمد الحداد مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية في دبي عضو مجلس الإمارات للافتاء الشرعي، أهمية القيم وإبراز المشتركات بين القيم الإسلامية والإنسانية، ودورها في بناء المجتمعات، والفرد باعتباره المكون الأساس فيها.
لقد أولى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد اهتماماً خاصاً ومبكراً بمسائل وقضايا وجوانب تكريس وترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة، باعتبارها امتداداً للقيم العربية والإسلامية والإنسانية الأصيلة التي قامت عليها دولة الإمارات، وفي المقدمة منها قيم الولاء والانتماء للوطن وحب الخير ومساعدة المحتاجين والتسامح وحسن التعايش، وغيرها من تلك القيم الجميلة التي جعلت اليوم من الإمارات منارة للخير والإنسانية، وفي صدارة بلدان العالم تقديماً للمساعدات للخارجية.
لقد كان إدخال «التربية الأخلاقية» في مناهجنا الدراسية بتوجيهات من سموه، صورة من صور ذلك الاهتمام والمتابعة لنشر القيم وغرسها في الأجيال، باعتبارهم رجال وقادة المستقبل، والذين سيحملون الراية لمواصلة المسيرة المباركة لإمارات الخير والمحبة «بلاد زايد الخير»، كما إن مبادرات عدة خرجت من هذه التوجهات والتوجيهات السامية، ومنها مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل الذي تأسس عام 2017، ليكون بمثابة جسر يربط شباب الوطن لأجل مستقبل أفضل للإمارات، منطلقاً من تلك القيم الإماراتية الأصيلة التي تتبناها الدولة، وجعلت منها منهاج عمل وأسلوب حياة.
لقد أصبح المجلس بدعم ورعاية سموه منصة علمية من طراز متفرد، تعبر عن فكر راعي المجلس ورؤيته العميقه، وإيمانه بأن الحوار والمعرفة مفاتيح إدراك احتياجات الإنسان والمجتمعات لبناء مستقبل أفضل للأجيال.