مشهد مؤثر تداولته وسائل التواصل الاجتماعي بكل فخر واعتزاز، يُصور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، متوقفاً أمام إشارة لعبور المشاة ريثما يقطعون الطريق بأمان.
تذكرت مسؤولاً عربياً قبل عدة سنوات كان عند إشارات تقاطع أمام فندقه على كورنيش أبوظبي، وهو يمارس رياضته المفضلة المشي بعد منتصف الليل، عندما التفت لمرافقيه وهو يقول لن ينصلح حالنا إلا إذا استطعنا تثبيت مثل هذه الممارسة في بلداننا، وهو يشير بيده لسيارة متوقفة أمام الإشارة الحمراء بينما الطريق خال من كل الاتجاهات، دليل الالتزام بالقانون بعيداً عن عيون القانون.
قادتنا قدوتنا في الالتزام بالقانون، ونشر ثقافة احترامه مسؤوليتنا جميعاً كآباء ومسؤولين، بإبراز القدوة الحسنة وممارسة تلك الثقافة، وجعلها واقعاً ملموساً للحد من آية تجاوزات قد تظهر، خاصة مع وجود فئات في المجتمع تعتبر التجاوزات بطولة ورجولة ودليل قوة، ومن أولئك الذين جعلوا من «خالف تُعرف» شعاراً لهم.
أبرزت الصحف في إحدى البلدان الاسكندنافية ذات مرة واقعة أستاذ جامعي أبلغ عن زميله الذي تجاوز بسيارته الإشارة الحمراء، بينما كان يركب معه بعد سهرة في إحدى الليالي بزعم أن الوقت كان متأخراً والشارع خالياً من السيارات والمارة.
لقد حرصت أكبر وزارة معنية بتنفيذ القانون، ونعني وزارة الداخلية وقيادات الشرطة في مختلف إمارات الدولة على إيجاد إدارات وأقسام لنشر ثقافة القانون بتوجيهات من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الرجل الذي أدرك مبكراً أهمية الأمر، وقدم مقاربات نوعية لتعزيز أركان واحة الأمن والأمان والاستقرار، من خلال التوسع في نشر ثقافة احترام القانون، باعتبارها مدخلاً مهماً للحيلولة دون تجاوز أو تخطي القانون.
احترام القانون يبدأ بالقدوة الحسنة في المنزل على كل صعيد، كما يعد من أساسيات بناء الشخصية الإيجابية والمواطنة الصالحة، وعلينا جميعاً التعاون لهذه الغاية النبيلة باعتبارها حماية لنا ولأبنائنا في المقام الأول. لذلك يستغرب المرء وهو يشاهد بعض الآباء أو الأمهات يغضون الطرف عن مخالفات أبنائهم مهما بدت لهم بسيطة، تظل مخالفة يتعودون معها على عدم الالتزام. والذين تراهم من سائقي السيارات الذين يزاحمون قائدي المركبات الملتزمة عند الإشارات المرورية هم أبسط النماذج التي تربت على عدم الانضباط واحترام الآخرين والقانون.