لم يعد القارئ أو المتلقي يفرّق بين الإعلام الرسمي المقروء والمسموع والمرئي في وسائل الإعلام الرسمية، وبين المغردين في وسائل التواصل الاجتماعي، وإن كان بعضهم متعاوناً أو كثير الظهور في وسائلها الرسمية، وبمجرد تغريدة قد لا ترضي أحد أطراف المنظومة، يوجّه الجميع سيوفه لمهاجمة الإعلام، وكأنه السبب فيما وصلت إليها المنظومة الرياضية من تراجعات وإخفاقات على المستويين المحلي والخارجي.
الكثير من هؤلاء لا ينتمي إلى المنظومة الإعلامية الرسمية حتى وإن كان نشطاً في التواصل الاجتماعي، وقد تكون له آراء ومداخلات إيجابية في الأطروحات التي تتناول إخفاقاتنا الرياضية، إلا أنه لا يمثل الإعلام الرسمي، ولا يمكن إلقاء التهم على إعلامنا في كل شاردة وواردة من القضايا المتداولة على الإعلام، بأنه مجامل ومنحاز، والسبب في إخفاقاتنا الرياضية على كل الصعد.
والقليل من هؤلاء يتمتع بالدراية والمعرفة فيما يتناوله من قضايا وآراء تفيد الإعلامي المحترف في مهنته ويستنير بها في تناوله لبعضها، فلم تعد الآراء في الشأن الرياضي حكراً على العاملين في ميادينه، وإنما للجميع الحق في إبداء الرأي من دون الإساءة للإعلام والإعلاميين بمجملهم، وكأنهم السبب فيما وصلت إليه رياضتنا عامة، وكرتنا خاصة من إخفاقات وتراجعات.
وعلى المتلقي التفريق بينما يُطرح من آراء وانتقادات في الشأن الرياضي والكروي من وسائل الإعلام الرسمية، ومن النشطاء في وسائل التواصل، فليس كل من غرد في الشأن الرياضي بـ «وسائل التواصل» إعلامياً، حتى نتهم الإعلام بالتضليل والمحاباة والمجاملة على حساب المصالح الوطنية، فلم نقرأ في صحفنا ما يشير إلى ذلك، ولا من المسموعة والمرئية كذلك، ولا في بعض الأمور التي تتحمل أكثر من ذلك، فليس لكل المشاركين في البرامج الحوارية آراء نتفق معها أو يتفق معها المعنيون بها، رغم أننا جميعاً متفقون بأن بالإمكان أفضل مما كان، ولكن هذه هي طبيعة الرياضة لا توافق بين الفائز والخاسر، إلا في مرات نادرة يتفق فيها الجميع على الإخفاق، بوضوح مخرجاته، سواء في الجاهزية أو المجريات التي تواكبها بعض الأحيان.
ولابد وأن نفرق بين ما يطرح في وسائل الإعلام الرسمي، وما يطرح في وسائل التواصل، فليس كل مغرد إعلامياً، أو ينتمي إلى الإعلام في زمن الكل فيه أصبح إعلامياً.