جهود مديرية المرور في شرطة أبوظبي وخدماتها محل تقدير الجميع، خاصة على الصعيد الرقمي والنقلة الكبيرة التي حققتها بتسهيل تجديد رخص القيادة  أو تراخيص  المركبات والآليات، ولكنها تسببت مؤخراً في استحداث ازدحام وتكدس عند التقاطعات بعد تفعيل قرار الالتزام بحارة واحدة للانعطاف يساراً، والذي يتطلب مراجعة خاصة عند التقاطعات الحيوية.
الخطوة جاءت لتضيف ازدحاماً وتكدساً لطرق تعاني وطأة الحركة المرورية الكثيفة وبالذات خلال ساعات الذروة، بعد أن طالت فترات الانتظار للالتفاف والانعطاف للاتجاه الآخر، ولم تقدم الخطوة حلولاً  أو جديداً وإنما فاقمت الوضع. ومع وجود بعض التقاطعات التي بهت لون السهم المرسوم على أرضية المنعطف في الحارة الثانية من الشارع، تجد الكثير من السائقين يقعون في المخالفة.
 وكانت شرطة أبوظبي قد فعّلت «الضبط الآلي» لغير الملتزمين بخط السير الإلزامي عند الإشارات الضوئية مطلع فبراير الماضي، وبعد  شهرين من التطبيق يلمس المرء ما تسبب ذلك في زحام وتكدس غير مبرر جراء عدم القراءة الصحيحة  للواقع المروري في  المدينة وطرقها.
 ونظرة واحدة على التقاطعات وما يجري عندها تجعل المرء يدرك أهمية المراجعة وضرورة المعالجة، ومما جعل الدعوات ترتفع داعية لذلك تأخر خدمة الرسائل النصية في إبلاغ المخالفين، وبعد أن كانوا يتلقون  رصد المخالفة بصورة فورية وبمجرد  ارتكابها، لتجعل المخالف يُقوّم سلوكه ويلتزم،  أصبحت  الإشعارات تتأخر لشهر وأكثر. أحدهم تلقى إشعاراً بأربع مخالفات  حررت بحقه الشهر الفائت دفعة واحدة بينما لو تلقى الإشعار الأول في حينه لكان أكثر حرصاً في عدم تكرارها.
شرطة أبوظبي كانت قد قالت إن تفعيل الضبط الآلي لغير الملتزمين بخط السير الإلزامي عند الإشارة الضوئية، يستهدف تقليل عدد الحوادث والحفاظ على الأرواح والممتلكات، حيث حررت   87 ألف مخالفة عدم الالتزام بخط السير الإلزامي في عام 2020، و91 ألف مخالفة عام 2021. ولكن تفعيل الضبط الآلي وحده ليس حلاً للمشكلة فالمطلوب حلول ومقاربات ليس للقضاء على الزحام وهو هدف أكبر، ولكن على الأقل التخفيف منه ومن آثاره التي تنعكس سلباً على الفرد والمجتمع على حد سواء.
 شرطة أبوظبي وغيرها من الإدارات والمديريات  في مختلف مدن وإمارات الدولة  يؤكدون أن المخالفات وعوائدها ليس بهدف في حد ذاته وإنما الغايات الأسمى تتعلق بتحقيق الالتزام بقواعد السلامة المرورية من أجل سلامة الجميع، وذلك يتطلب حلولاً قبل المطالبة بالالتزام، وسلامتكم.