تتواصل فعاليات الموسم الرمضاني للمجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مجلس بات منصة حوارية من طراز رفيع لتبادل الرؤى والأفكار في كل ما يهم الإنسان وبناء الأوطان.
وقد كانت المحاضرة الثالثة التي شهدها المجلس وبحضور سموه تتعلق بالابتكار الذي جعلت منه قيادتنا الرشيدة ركيزة من ركائز بناء الوطن، وخصّصت له محطات تظهر قدرات العقول الإماراتية وتحفيزها للمساهمة في المسيرة المباركة، رؤية أكد عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد قائلاً: «عالمنا مترابط ويعيش تحديات مشتركة، الإمارات تسعى في رؤيتها للمستقبل إلى الاستثمار الأمثل في الطاقات البشرية لتمكينها في ابتكار الحلول النوعية والمستدامة التي تحقق تطلعاتنا وتخدم البشرية».
نتذكر جميعاً تخصيص القيادة الرشيدة عام 2015 عاماً للابتكار، وكانت قد اعتمدت في العام الذي سبقه الاستراتيجية الوطنية للابتكار، ومعها العديد من المبادرات المتفرعة مثل «الإمارات تبتكر» و«شهر الابتكار»، واستحداث وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بقيادة معالي الدكتور سلطان الجابر. فقد كان إيلاء الرعاية والاهتمام بقطاع التكنولوجيا المتقدمة والاقتصاد المرتبط بها من أبرز توجهات الإمارات لترسيخ نهج الابتكار واعتماده ليس كأداة مهمة في مواجهة التحديات المختلفة وإنما رافد من روافد الاقتصاد الوطني للخمسين المقبلة.
كما حرصت الإمارات على بناء شراكات دولية ووظّفت ما تملكه من موارد وبنية تحتية متطورة لاستقطاب العقول، وكل صاحب فكرة أو مشروع يمكن أن يسهم في تقديم حلول للتحديات التي تواجه المجتمعات والبشرية، وفي مقدمتها قضايا المياه والغذاء والصحة والمناخ والطاقة، وغيرها من القضايا ذات التأثير المباشر على الإنسان والأجيال القادمة.
مساء نفس يوم المحاضرة أتيحت لي الفرصة للاقتراب من جهود مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، برئاسة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي ورئيس المكتب التنفيذي لإمارة أبوظبي، وما حققه خلال فترة وجيزة على تأسيسه من مشاريع ابتكارية، بما يضم من عقول وأسماء لامعة في عالم الاختراعات والابتكارات من مختلف أنحاء العالم لترسيخ مكانة أبوظبي والإمارات معلماً رئيساً في مجال التكنولوجيا المتطورة، وتعزيز ودعم التحوّل إلى الاقتصاد القائم على المعرفة.
رؤية الإمارات وتبنيها للابتكار ومد جسور التعاون مع الجميع لتحقيق الغايات المشتركة ينطلق من قناعة راسخة بأن هذا النهج كفيل بتوحيد الجهود في مواجهة التحديات لأجل مستقبل أفضل للأجيال.