في هذه الجملة تكمن البركة، وفي معناها ينبثق الحلم، وفي مكنونها تبدأ قصة العلاقة بين القائد وأبنائه الذين يحتفي بهم منذ الميلاد، حتى تتعاقب الأيام، فتتبعها العناية الشفيفة، والرعاية المستديمة.
فكل مولود يأتي للدنيا تستقبله عبارة مبروك ما ياك، مشفوعة بكلمات أشف من البلور، وأعذب من الشهد، وأجمل من عيون الغزلان، وأصفى من مقل الطير، وأنبل من رفرفة الفراش، وأنجب من زخات الغيمة، إنها الكلمات التي يعبر فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عن بالغ تهانيه لمن حل سكنى الأهل فلذة، ومهجة، وفي طيات الرسالة هناك شهادة الميلاد، وخلاصة القيد التي ينطوي ضمنها هذا الوجه الجديد.
حقيقة أمر مدهش حقاً، فما يتم على هذه الأرض شيء في فرادة أعجوبة ولم يحدث في أي بلد من بلدان العالم.
شيء تتفرد فيه بلد يدير دفتها عقل تجاوز حدود الأنا ليصل بالذات إلى مرافئ حقيقة هذا الوجود، وفي الجوهر هو وحدة الوجود، وتواصل الأعضاء على هذه الأرض كما هي أعضاء الجسد الواحد، وهذا بطبيعة الحال لا يحدث إلا عندما يصبح القائد نهراً تعبر ضفافه المشاعر، كما هي الأنسام التي تحرك وجدان الماء.
حقيقة نحن محظوظون بقيادتنا، نحن مختارون من بين الأمم، حيث تطوقنا السعادة، وتطوي وشاحها المطرز بالذهب حول أعناقنا، حتى صرنا في السموق نخيلاً وارفات، باسقات، شاهقات، منيفات، والعناقيد أمنيات لا تكف عن بث الفرح، ولا تخف عن سرد حكاية وطن الناس فيه نجوم، والأنوار من فيض يد لا تبدل سجيتها ولا تغير من قيمها، ولا توقف من بذلها، ولا تحجب نورها، ولا تبسر في بذلها، الأمر الذي جعل الإمارات الظاهرة الاستثنائية، والحالة التي لا تشبه إلا نفسها، والذي تحول إلى قارة تؤمها أفئدة العشاق، والطير جذلان على ترابها وبين خصلات عشبها، لأن الحب في الإمارات بديهي وبلا ألوان مصطنعة، لأن الحب في الإمارات مثل الوردة يعطي من دون شروط، لذلك في كل يوم، وساعة تكبر مساحة الحب في بلادنا، ومعها يكبر انتماء الآخر لهذا الحب الإلهي، لهذا النبع الصافي.
ونصبح جميعاً في الإمارات أعضاء جسد واحد في دولة عالمية ديدنها الولاء للقائد والانتماء للوطن.