• قبل البدء كانت الفكرة: اليوم أصبح هاتف اليد المحمول، هو أقرب صديق لنا، نحشو صدره بأسرارنا، وبأرقامنا وصورنا التي لا تتسع لها صدور الزوجات ولا حتى أصدقاء الطفولة، يمكن أن يرشدنا لأقرب طريق، ويسلكنا في الزحمة والتيه، يجيب عن كل أسئلتنا واستفساراتنا، ويذكّرنا ما نسينا، ويعاود معنا ما تناسينا، فيه مصارفنا وأرقامنا «السرية»، وفيه أفكارنا الجَليّة، وأحياناً كثيرة يكون لنا المنقذ من حادثات الليالي.. راح زمن ابن العم الذي تنتظره أن يثيبك، وتترجاه أن لا يخيبك، أتذكر كل ذلك حين أتحسس جيبي ولا أجد هاتفي، فيكاد يغمى عليّ!
• خبروا الزمان فقالوا:  «على الوالي أن يتعهد أموره، ويتفقد أعوانه، حتى لا يخفى عليه إحسان مُحسن، ولا إساءة مُسيء، ثم لا يترك واحداً منهما بغير جزاء، فإن ترك ذلك، تهاون المُحسن، واجترأ المُسيء، وفسد الأمر، وضاع العمل».
• شوارد المعرفة: «الحبشة» أصلها من اللاتينية «Abyssinia» نسبة إلى قبيلة «حبشت» التي هاجرت من اليمن إلى  مرتفعات القرن الإفريقي بعد انهيار سد مأرب وتؤكده التوراة حيث يعني الأسم فيها «الأجناس المختلطة»، أما اسم إثيوبيا فمن اليونانية «Aithiops» ويتكون من مقطعين: «aithio» و«ops» بمعنى الوجه المحروق أو البني، وغير بعيد رواية أنه جاء من أسم «إثيوبوس» نجل «هيفيستوس» وتعني الحَدَاد، أما أديس أبابا فتعني «الزهرة الجديدة»، عملتها «بر»، ولغتها الأمهرية أو الأمحرية، والنجاشي ملك الحبشة، مثل قيصر الروم وكسرى الفرس وفرعون مصر وخاقان المغول وسلطان الترك، والفلاشا، وهم يهود الحبشة تعني بالأمهرية المنفيين أو الغرباء، وفي العبرية يسمون «فلاشامورا»، و«إسرائيل»، لفظة عبرية مركبة من كلمتين، «إسر» معناها «يقاتل أو يصارع» و«ايل» تعني الإله أو الملاك أو الرب»، وتسمى بها «يعقوب»  في كتاب «العهد القديم»، ومن ثم تسمى بها نسله من بعده، وهم «الأسباط الاثنا عشر»، وفي نهاية حكم «سليمان» انقسمت «المملكة العبرانية» إلى مملكتي: «يهوذا» وضمت سبطين، و«إسرائيل»  ضمت عشرة من الأسباط، واتخذت «شكيم» عاصمة لها، ثم «ترصة» وأخيراً «السامرة».
• شخصيات قلقة ومقلقة: «جحا» اسم علم مذكر عربي، لكن لا أحد يتسمى به، ومعناه الذي يخطو ويمشي، من الفعل: جحا يجحو، إذا رمى، وتقول العرب: حيا الله جحوتك، حيّا الله وجهك، وهو شخصية فكاهية وساخرة ادعته كل الشعوب، خاصة الأتراك وشعوب آسيا الوسطى، حيث يعرف بـ «نصرالدين خوجه»، وعند العرب، هو «أبو الغصن دجين الفزاري» عاش أثناء الدولة اﻷموية، وأمه كانت خادمة ﻷنس بن مالك، اشتهر بنوادره التي هي في الحقيقة من تأليف جمعي، وإضافات شعبية، تختلف في أزمانها وأماكنها، وحمّلوها شخصية جحا الأسطورية.
• محفوظات الصدور: 
خـَـلّ الهضيمه واتــركها لـصاحـبها       لو كـان عندك بعير ٍعاجز شداده
من تلدغ اليد في الحفره عقاربها       ماتـردّها ثانيـــه والعــقرب اسداده
واختار من الهجن سير البعد يطربها    ماتتبع الظــل يوم الشمس وقّاده
***
يعــــل المَهـــــــبّ يهــوني          وأيي عقبه مطر
ويطيــــح وين أسكـــوني        ويخضَرّ عشب البر
ويتباشــــر المضنــــونـي        ويفرح عقب الكدر
ما أشـــــوف دونـــه دوني        لو حمّلني خــطر
بــرضيـــــه المـــــزيـــــوني          وبتــواضـع لي زقـــر
• جماليات رمستنا: َو ّل عن ويهي (أغرب عن وجهي، وأصلها ولى، وراح، نقول: ما احد أحذاي، لا جار، ولا ونيس، أو لا حسيس ولا ونيس، ونِّي كسول، بطيء، ولّم، جهّز، وَجاد أو وكاد، بالتأكيد، زعق، صرخ وصاح، نقول: لا تزاعج وايد، أي لا تصارخ، ونقول: شو هالزعيج يا أولاد؟ أو شو هالمزاعج؟ ونقول: هبّابني بس على زعيج فلان، ونقول: أزعق عليه لين يوايب، أي ناده بصوت مرتفع حتى يجيبك، ونقول: يزعق وينغق.