رُزئت الإمارات بمصابٍ جلل، وقد فُجعت برحيل قائد فذ وأب حانٍ على أبنائه المواطنين، وبانٍ متفرد لصرحها الشامخ المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ترجل وودع دنيانا الفانية بالأمس، بعد رحلة عطاء ومسيرة حافلة حملت بصماته المتميزة وأياديه البيضاء ومكارمه، والتي غمرت كافة مناطق الإمارات من الفجيرة إلى السلع، وفاضت لتشمل مختلف أنحاء العالم، تحمل جود الإمارات ورسالتها الخيرة من دون تمييز، سيراً على خطى المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
لقد فقدت الإمارات برحيل خليفة رجل دولة من طراز فريد، تقف جلائل أعماله شاهدة لتضيء بحروف من ذهب وضياء ونور صفحات التاريخ الذي يروى للأجيال، جهد قائد وعطاء أب وإنسان تحمل المسؤولية بكل ثقة واقتدار، وتسلم الراية ليبحر بسفينة الإمارات ويبني على الإرث الخالد للمؤسس.
انطلق خليفة الخير بالإمارات في عهده الزاهر نحو آفاق عظيمة في رحاب مرحلة التمكين، لترتفع مشاركة أبناء الإمارات في الحياة السياسية، من خلال توسيع ورفع دوائر الناخبين وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي، وترسي تجربة برلمانية متفردة أضحت مرآة عاكسة للإنجازات العظيمة التي تحققت للإمارات وأبنائها، وجسراً من جسور العلاقات المتميزة مع الأشقاء والأصدقاء في كل مكان.
مسيرة امتدت على مدى 18 عاماً، ثرية غنية، حافلة بالعطاء، حملت البشارات السعيدة لأبناء الوطن، وعززت صروح النهضة الشاملة والمباركة للبلاد.
على امتداد العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك كانت الأكف ترتفع للخالق عز وجل، وقلوب كل أبنائه المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات ومحبيها تتضرع وتدعو لخليفة، وشاءت إرادة الله أن يكون إلى جواره.
مشاعر من الحزن واليتم غمرت الجميع والخبر الصاعق ينزل عليهم ثقيلاً، ليتقبلونه بما يرضي الله وكلمته وقضاءه. والجميع على ثقة بأن سفينة الإمارات ستمضي برعاية الله نحو آفاق جديدة من الخير والتقدم والازدهار، كما رسمها المؤسس زايد وصاغ تفاصيلها قائد التمكين خليفة بن زايد طيب الله ثراهما. كما نعى قادة العالم الراحل الكبير مستذكرين مواقفه المبدئية والإنسانية التي كانت دائماً تنتصر للحق والخير ومساعدة البشرية على تجاوز التحديات التي تواجهها، وتقديم المساعدات لتخفيف معاناة الملايين من البشر في المجتمعات المحرومة حول العالم.
عزاؤنا للإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم.. رحم الله أبا سلطان وحفظ إخوانه.. وعظم الله أجرك يا وطن.