ولجت لجة الحضور، فوجدت الاحتفاء بمستوى القامة، وشعرت بأن في فرنسا تبدو العلاقة كأنها العناقيد منضدة بمشاعر الحب والاعتزاز بقامة رجل له في قلوب العالم مساحة خضراء بهية نابضة بدقات ساعة الحلم الإنساني. هكذا شمخ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وهو يتوسط مستقبليه، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي علت الابتسامة محياه، معبراً عن دفء التواصل والعلاقات الحميمة بين رجلين لهما الصوت والصيت في منصات العمل السياسي العالمي، ولهما الأثر الطيب في صناعة السلام والأمن الإنساني الذي تنشده شعوب العالم وتتمناه وتنتظر منه المزيد لكي ترقى الحضارة. وتزدهر على يدي زعيمين خرجا من مدرسة واحدة، وهي ثقافة وحدة الوجود، ورؤية الاندماج مع الطبيعة بكل ما تحمله من جمال، ورونق، ومهارة في تشكيل لوحة الكون. هكذا أصبحت الإمارات في ضمير قيادتها الرشيدة، وهكذا تلاقت مع محبي الحياة وعشاق الجمال في كل منازل الوجود، إيماناً من القيادة بأن العالم كساه الكثير من الغبار، واعتراه السعار، ولا ترياق يحميه من الدمار سوى حب الآخر، والتضامن من أجل بناء سور يحفظ الود للعالم، وينمي مشاعر التفاؤل، ويزرع في الأفئدة أزهار الحلم الناصع، وينثر عبير التطور في كل أرجاء المعمورة ودون استثناء، هذا ما تصبو إليه قيادتنا، وهذا ما ترنو إليه كل دولة خبرت معنى أن نكون متحابين متآلفين منسجمين، متكاتفين، ذاهبين إلى المستقبل بعيون تشع ببريق الفرح، وتمتزج مع أهداب الشمس، لتبني خيمة الغد من أعمدة لا تنثني للريح، ولا تنحني للكبوات. هكذا تنظر القيادة إلى علاقتها مع الآخر، وهكذا تنسج خيوط السعادة على الصدور، مؤمنة بأن العالم اليوم بحاجة إلى الابتسامة كحاجته إلى الطاقة التي تؤمن رسوخ الابتسامة، وترسخ جذورها، وتكرس معانيها. زيارة محمد بن زايد إلى عاصمة الثقافة الإنسانية، تاريخية بمعنى الكلمة، وفتح من فتوحات الآمال العريضة، ليس للبلدين فحسب، وإنما للعالم، كونها جمعت أعرق سياستين وأهمهما في هذا العالم المضطرب، والذي هو في أمسّ الحاجة إلى رجالات لهم في اللباقة رونق الرزانة في توطيد العلاقة بين الإنسان وهذه الأرض التي سئمت من حمأة التدمير والخراب، وهي اليوم تستبشر بعقلين ثاقبين، لهما في شعائر السلام ما لدى النجوم من سلامة الضوء، ولهما في الوعي ما لدى الكواكب من دور في حفظ الدورة الكونية. تابع العالم شرقه وغربه تفاصيل هذه الزيارة باهتمام بالغ، وشغف ولهف، وبروز النتائج المبهرة كان مدار حوار بين النفوس، وهي تتلقى أسباب النجاح، والظفر بكل ما تتمناه وتنتظره.