بشارة دبي، إشارة خضراء للمرور عبر أكسبو برونق جديد، وصرح يملأ القلوب شغفاً ولهفاً، ويجعل من الإمارات قبلة لعشاق البهجة والجمال، يجعل من الإمارات درة في عمق الوجود، وزهرة تهفهف على وجدان الناس الأوفياء. في أكتوبر المقبل سيكون العالم على موعد مع  الدهشة، عند افتتاح «مدينة إكسبو دبي»، سيكون العالم في شهر تتفتح فيه أزاهير الحضارة وتتعانق طموحات الشعوب، وهنا يبدأ الحفل الكوني مقتعداً كرسي الأناقة بلباقة البلغاء، وسموق النابغين الذين تصبح عيونهم مصابيح نور، حين يصير المكان شمساً تدلي بخيوطها على الرموش، وحين يضحى القمر طبقاً من مرمر يطل على مدينة عشقت الإبداع، وأضحت كالأنهار في العطاء، وصارت في العالمين نجماً تدور في فلكه الكواكب، والأقمار. في أكتوبر المقبل سيكون العالم على شفا وجد وجد ومجد، وسد سيكون العالم على سرج جواد تمرس على بث الفرح في القلوب ولا يكل ولا يمل من فتح باب التألق لأن الشاعر أراد ذلك، ولأن الفارس قرر أن تصير دبي قلب العالم النابض، وأن تصبح الإمارات العالم في دولة.
هذا هو سر التفوق، فعندما تؤمن بأنك في الكل جوهر، وفي المجموع محور، فلا بد لك وأن تفوز بالرقم الواحد ، ولابد لك وأن تفترش الأرض خطوات للسير قدماً من دون توقف، لأن الحياة هي خط سير ومن يعجز عن مواصلة الطريق يصبح خارج الإطار، ويصير بعيداً عن نقطة الارتكاز. المواعيد كثر ولكن خيرها عندما يكون في دبي، لأن في دبي تبدو الشمس أكثر نصوعاً، وتبدو الشوارع أكثر نعيماً بعيون لا تغمض جفونها، ووجوه لا تخفي رونقها، الأمر الذي يجعل الأشياء تخطو خطوات الحمام على عشب الفرح، ويجعل النظرات مثل بريق الحلم في عيون العفوية، ويجعل اليوم مثل ولادة لا تخفي نبوغها ،لا تعطل دورة الحياة. هذه هي دبي ، وهذه رهي الرؤية حين تصير في الوجود منارة سعي، وقيثارة فن، وسيمفونية نبوغ، ووتر يضع النغمات على الأنامل فتبدو في المشاعر مثل النبضات بين الضلوع. الله كم هي دبي في المبتدأ والخبر جملة اسمية مبتدأها علم ، وخبرها خير الكلم، وفي عمومها هي النون والقلم. في أكتوبر المقبل سيكون القمر في حله وحلله. وستكون الشمس قد أكملت قرصها الذهبي، واستدار وأنار، وسار في الوجود يحمل أساور الفرح، ويمضي في الحياة رخياً كأنه الحلم الزاهي في رخائة، وسخائه.
في أكتوبر المقبل سيكون أكسبو دبي في ضمير العشاق الزمن الذي يتخلق في ثنايا الوجود ، بقدرة العبقرية، ومكانة عاشق أفاد في لحظة تألق أنه لا بد وأن تكون الإمارات هي عنقود العالم يلهمه العذوبة، ويمنحه الأمل وفي أقصى حالات العجز تكون دبي هي النهر الذي يأخذ بالقارب نحو الأعماق الزرقاء. في أكتوبر المقبل أكسبو دبي هو اليوم الموعود لعالم يتحدى ظرفه العصيب، ويتجاوز حدود المتاعب ويخرج بنصل الإرادة منسجما مع ذاته، ملتئما مع الآخر، طافيا علي خاصرة وخد، متماهياً مع النجمة في بريقها، والغيمة في شفافيتها. في أكتوبر المقبل سيكون للشهر أياما ساعاتها من صنع النفوس الجميلة والقلوب النبيلة، والعقول الأصية. سيكون الكون تحت مظلة سمائها من وهج تاريخ الإمارات، وأرضها من عبق تاريخها.