ليست هي حملات إغاثية فحسب، وليست هي هبة عادية.
ما تقوم به الإمارات إعادة بناء مشاعر العالم التي شققتها ضغائن الحروب، وأحزان الفرق المتصادمة تحت وفوق الأرض، وما بين الجهتين.
ما تقوم به الإمارات في تركيا وسوريا، ليس سلوك دولة، وإنما هو إبداع مشاعر سماوية ترتب عليها هبات أشبه بنثات المطر على الأرض اليباب، أشبه بقبلات على شفاه شفها الجفاف العاطفي، أشبه بحنين البروق إلى الضوء، ورجع الصدى في ضمير الغيمة، وأحلام طفولة بزغت في بيت الحكمة الفطرية.
الله وحده يعرف كيف تذهب الإمارات العالم بضمير الحاضر المستتب المؤمن بأن الحياة فراغات، نحن الذين نملأها بالحنان، نحن الذين نشذب معطف الزمان، ونهذب أزراره بما يجعل الحفل البشري يستقيم قيماً وأخلاقاً تنسجم مع أخلاق السماء، وسبر الغيمة، وسحر الموجة، ووفاء النخلة، وعراقة الإنسان الإماراتي، ورقي الحضور للقيادة الإماراتية في كل محفل، ومنصة.
ما تقوم به الإمارات يفوق العمل الإغاثي، ليصل إلى شغاف الأمل الإنساني في النجاة من نار الشقاق والنفاق، واحتراق شراشف الطمأنينة، واختراق البؤس البشري حتى نخاع الحقيقة.
ما تقوم به الإمارات هو الحلم الإنساني في عيون أطفال تشققت حقائب مدارسهم وهم يصطدمون بعواصف الانهيارات الأخلاقية في سياسات بعض الحكومات العالمية.
ما تقوم به الإمارات هو حلم أجيال فتحت عيونها على حروب الطوائف، وما جاورها من كروب الاقتصادات المتهالكة.
ما تقوم به الإمارات هو حلم الطير في السماء، يهيم بعيداً عن دخان معارك ما قبل صحوة الضمير.
ما تقوم به الإمارات، يبعث على الأمل بأن هناك بلداً لم يزل يقبض على جمرات الحب، بكل صرامة وحزم وجزم، ومن دون شروط؛ لأن لديه قيادة آمنت بأن الحب هو ترياق التقدم والتطور، والأمن والاطمئنان، وما عدا ذلك فهو خرافة من لا يؤمن إلا بالأنا المتضخمة، والذات الخارجة من مواقد الحقد والكراهية، هذه المواقد التي أحرقت أرغفة شعوباً، عانت ولا تزال تعاني كربون الدخان المترسب على صفحات الكتب المدرسية، ولم تزل بعض العقول تهدر كأنها الغضب في صدور الضواري، ومفترسات الفرح.
الإمارات اليوم تعمل على تضميد الجراح بكل ما أمكنها من قوة، ويا ليت تصحو ضمائر من خبأوا عدالتهم الزائفة تحت ألحفة الرثاثة، والقيم القميئة.
الإمارات اليوم تسعى لأن يكون العالم بلا جوائح، ولا انهيارات أخلاقية، ليعيش الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في عالم يأكل بعضه لحوم البشر، ويقتات على الأكاذيب والخداع البصرية، والحيل الدفاعية المفزعة.
الإمارات اليوم تقوم بدور الرسالات السماوية التي دعت إلى التسامح والتعاطف والتضامن وكف الأذى عن الغير، ومنع النفس الأمارة من إشاعة الحقد والكراهية بين الناس؛ لأننا جميعاً أبناء الأرض، وواجبنا أن نحميها من الشرور، ومآسي الثبور.
حفظ الله الإمارات وأدام عزها ورفع شأنها.