التعليم الأخضر، هو تعليم بيئي عام وشامل، بيئة العقل، وبيئة الطبيعة، وكلاهما يصب في محفظة الإنسان الوجدانية.
وقد عمل المغفور له الشيخ زايد على زراعة الأرض، كما عمل على بناء العقل الإنساني على أسس الصفاء الذهني، وطرد شيطان الكراهية من عقل الإنسان.
فكل المشاهد الحضارية التي رعاها المغفور له، تدل على وعي الشيخ زايد بأهمية أن نكون بصفاء النجمة، ونعيم الغيمة، وبريق القمر، واليوم تسعى وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالذهاب في المعنى نفسه، والأثر الطيب نفسه الذي تركه زايد للأبناء وقد تبوأت الإمارات الناصية المدهشة في العمل على خلق واقع الإنسان الكامل، الإنسان الذي يخرج إلى العالم بعطر الشفافية، وشذا التضامن مع الآخر، ومن دون رواسب، ولا شوائب، ولا عقد نقص، ولا مركبات الدونية.
اليوم تقود وزارة الخارجية، مسيرة التواصل مع الآخر، بمصابيح الوعي، وضرورة الانتماء إلى العالم من دون تصنيف، أو تزييف أو تجريف للمبادئ الأساسية التي تنهض عليها الحضارة والتي تقوم على أساسها ثقافة الوصول من دون توقف، ولا تعثر.
الإمارات عرفت الطريق للسلام النفسي، في وقت مبكر، وسبقت الآخرين بمسافات واسعة؛ ولذلك نجد الثقة في طرحها للتعليم الأخضر يلقى قبولاً واسعاً؛ لأنها جديرة به، ولأنها جاءت من منطقة خضراء، واسعة الظلال، ندية الأوراق، ثرية المعنى، غنية المغزى.
الإمارات بهذا الطرح إنما تنطلق من تراث عميق، وغزير بالدلالة والإشارة، الإمارات تخرج من نافذة واسعة إلى العالم، لتهدي للشعوب فكرة التسامح كطريق للحياة الزاهية، الأمر الذي يتعلق بكل ما ينفع الإنسان، ويصب في خانة مستقبله، ومصير الأجيال القادمة.
ففي عالم مضطرب، غائم يحتاج هذا العالم إلى النموذج الحي، والمثال الصادق الذي يقدم على أرض الواقع وليس في النظريات والكتب، نتائج ما قامت به بلادنا من مشاريع تعليمية وعلمية، أزهرت وأينعت في قلوب الأبناء، واليوم نلمس هذا المعطى على أرض الواقع، حيث الأرض تزدهر بأخضر العقل والشجر، وحيث العقول أبدع في ميادينها ومضامينها ومضاميرها، ويحقق إنسان الإمارات النجاحات في مختلف الصعد، والمنصات العالمية، وهذا لم يأتِ من فراغ، وإنما قناعة القيادة الرشيدة، بأن ما نزرعه اليوم من وعي في عقول الأبناء، نحصد ثماره غداً، وبعد غدٍ تصبح الإمارات الواحة العالمية التي تحط على أشجارها طيور العالم، تهتدي بهداها، وتسير بخطاها، وتعمل على الاقتداء بها، وتحذو حذوها.
تضافر قنوات عدة، بدءاً من المؤسسة الدينية، ثم الإعلامية، ثم التعليمية، وتقودها سياسة دولة، تمكنت من رفد الحياة بكل ما يهم الإنسان في تعليمه، وتربيته، وإثرائه بأجمل ما تجود به الأفكار النيرة من مفاهيم أخلاقية وجمالية وثقافية لكي تصبح الطريق مفتوحة على الآخر، من دون عقبة ولا كأداء، وهذه هي السيرة الذاتية لبلد أبدع في صناعة الإنسان الصافي، الإنسان المتصالح مع نفسه، الممتد مثل خيط الحرير إلى آخر الدنيا، يجمعه الحب مع الناس أجمعين، يحمله الود مع القاصي والداني، ويضمه مع ثقافات الآخر، مفهوم، إننا أبناء الأرض، وواجبنا أن نحميها من كل مكروه، ونرعاها، ونعتني بها، ونجعلها في أحسن صورة، وأجمل مشهد.