صرح جديد يسطع في سماء مسيرة الإمارات للاعتناء بالإنسان منذ الطفولة بإصدار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، قانوناً بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة، مقرها الرئيسي عاصمتنا الحبيبة، وتتبع هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة.
الأكاديمية الجديدة، التي ستفتتح باب التسجيل لبرامجها الدراسية خلال الشهر الجاري لتباشر السنة الأكاديمية الأولى في سبتمبر من العام الحالي 2023، تُعد ترجمة مباشرة لرؤية قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ببناء الأجيال، ووضع قضايا الحفاظ على الهوية الوطنية على رأس أولويات الدولة.. رؤية تتصل ببناء الإنسان الإماراتي المتمسّك بقيمه الأصيلة والمنفتح والمتفاعل في الوقت ذاته مع الحضارات الإنسانية وتقنيات وأدوات العصر.
الأكاديمية تهدف إلى «توفير البرامج الدراسية والتدريبية، وبرامج التعليم المستمر المتعلقة بشؤون الطفولة ورعايتها وتنميتها، مع الحفاظ على القيم والهُوية الإماراتية وتهيئة البيئة الأكاديمية والتدريبية اللازمة للدارسين، ما يسهم في تطوير معرفتهم وتنمية مهاراتهم، وتأهيلهم في المجالات المختلفة لرعاية الطفولة، بالتنسيق مع الجهات المعنية».
الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة امتداد لمؤسسات أقامتها الدولة في ذات المسار والاتجاه، ومنها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، والتي وضعت بجودها ومبادراتها وأياديها البيضاء إلى جانب الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأسس المتينة لما تنعم به اليوم الأسرة والمرأة والطفولة في الإمارات. وكذلك «هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة».
كما جاء تأسيس الوكالة الاتحادية للتعليم المبكر ليدعم الغايات السامية لتعزيز بناء الطفل الإماراتي و«تكامل العملية التربوية بين ما يكتسبه الطفل في منزله وما يتعلمه في المدرسة».
الأكاديمية الجديدة ستُعنى برفد الميدان والمجتمع بكوادر خبيرة ذات تأهيل عالٍ و«متخصصات في الرعاية المبكرة ناطقات باللغة العربية وواعيات ثقافياً وقادرات على مساعدة الطفل على اكتساب لغته، وترسيخ فهمه لثقافة وقيم بلاده». ومن خلال برامجها المرتقبة ومقرراتها الخاصة ستحافظ «على الموروث الثقافي والهوية والشخصية الوطنية، والقيم الأصيلة لمجتمع الإمارات»، بما يعزز ارتباط النشء بلغته الأم وعاء هوية الإنسان في كل مكان، فكيف إذا كانت هذه اللغة هي العربية.
آمال عريضة معلقة على الأكاديمية الجديدة وهي تلامس جانباً مهماً وحيوياً في مسيرة بناء أجيال الغد، وبالتوفيق للجميع.