هكذا بدت كلمات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، في كلمته التي ألقاها على منصة سانت بطرسبرغ، من أنه لا مجال للهروب، ولا مجال للمراوغة، فالعالم أمام رهان الحياة الثرية بمعاني التضامن والتسامح والاندماج أو التفرق وعداوات داحس والغبراء.
كلمات لخصت قناعة القيادة الرشيدة التي نقلها سموه إلى العالم، ومن دون رمزية ولا مواربة ولا غموض، هي واضحة وضوح شمس الصحراء، هي صافية صفاء السماء الزرقاء، هي نقية نقاء موجة بحر الخليج العربي.
فاليوم العالم يشهد موجة من العنف، وحرباً ضروساً ضد الإنسان والطبيعة، وتكاد لا تخلو بقعة في العالم من همهمات وهنهنات العنف المزري، والعداوات التي تمد ألسنة السم، لتطال الأخضر واليابس، وتقضي على عشب الحياة، وتحول الأرض الإنسانية إلى صحراء قاحلة، يباب، والإنسانية اليوم تعاني شح المشاعر، وفقر الأفكار النيرة، وقتر المبادرات التي بإمكانها إطفاء الحرائق المنتشرة في أرجاء العالم.
الإمارات، بإرثها القويم وسياستها الحكيمة، فطنت للأمر الجلل منذ عقود، وسعت إلى وقف النزيف البشري، وكبح جماح الخيول غير المروضة، وعرقلة جيوش الكراهية كي لا تصل إلى مضارب الخير فتهدم خيامها، وتحطم أوتادها، وتهشم سقوفها.
الإمارات منذ البدء وجهت كل طاقاتها من أجل بناء جسور التواصل المتكافئ بين الدول، ومد خيوط المحبة بين شعوب العالم، ونبذ العنصرية، ورفض الفوقية، والوقوف ضد كل ما يعيق الحضارة الإنسانية من تحقيق آمال الشعوب، وقد ضربت الإمارات أمثلة واقعية على إيمانها بأن تعاون الدول هو الجدير بمنع تسرب المياه المالحة إلى الحقول الخضراء، وأن التعاون هو الكفيل بتنمية الصناعة والتجارة والزراعة، وهذه هي أضلاع المثلث، والتي منها تنهل الحضارة رقيها، وتطورها، وارتفاع كعبها.
الإمارات لم تتخلَ عن الثوابت التي رسمها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ومن أهمها رفض الفوارق المصطنعة بين الشعوب، واعتبارها صناعة عنصرية، مقيتة، بغيضة وكريهة، هذه الثوابت هي التي ميزت الإمارات عن سواها، وهذه الثوابت هي التي تجعل الإمارات تخاطب العالم، وجعلتها مليئة بمخزون وافر من القيم الأخلاقية عالية المنسوب، ثرية المفاهيم.
الإمارات تعمل بوفاء وجهد حثيث، في كل محفل، وكل تجمع دولي، على ترسيخ مبادئ التسامح، وتكريس قيم الانتماء إلى أمنا الأرض.
كلمة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر، تعبير حقيقي عن سيادة القيم النبيلة في سياسة الإمارات.