- عيد مبارك وسعيد هو عيدكم، عيد تتجلى فيه فرحة الوطن، وبسمة القائد، وبهجة الناس، عيد خال من الشجن، مفعم بالخير، وجالب المسرات لإمارات المحبة والتسامح والعطاء، ولأهلها الذين ما برحوا بالإحسان معروفون، وبالطيبة يتصفون.
- من الأشياء القديمة التي كانت في عيدنا، ونظل نستفقدها كل عيد، مراجيح البنات تلك التي كانت تتدلى من شجرة أو منصوبة جنب جدار البيت، وتتأرجح الطفولة ناثرة البراءة عطراً في المكان، وذلك الـ «روليت» البدائي الذي كان يقيمه أحد المقامرين فرحة بالعيد، وهدية الفوز كانت «قوطي عنص» أو «باسكوت» أو علبة «شلّك أو شرّشار» نص درزن أقلام حبر ناشف، نظارة شمسية رخيصة، عطر بو طيره!
- تغيب الطفولة في كل العام، لكنها تحضر في العيد، لِمَ الطفولة حاضرة تذكر، وتتذكر في العيد وتفاصيله؟ لِمَ هي مرتهنة بوقت الصغر البعيد، في حين تغيب عن عمر العشرين والثلاثين والأربعين القريب؟ ما يفعله العيد أنه يوقظ ذاكرة الصبا، ويجعلها تحوم، مثلما كان الصبي يحوم حول بيوت من طين، وسكيك مسيجة بالنخيل، وتلك الفرحة البادية على الناس، وتستوطن قلوبهم الطيبة.
- لا أدري ماذا ستفعل الأجيال القادمة في عادة جميلة في مدينة العين، لو غيبت الأيام ناسها الحقيقيين؟ ولم تتواصل الأجيال، هذه العادة مرتبطة بعيد الأضحى دائماً، وهي طقوس الشوي، وعمل وخيفة العيد حيث الجَمْعَة الطيبة في الاحتطاب وحول النار وأهازيج الرجال حين يتعاونون على شيء ما.. حتماً في يوم من الأيام ستحل المطاعم الشعبية مكان تنور الحي وستتغير طريقة تحضير وخيفة العيد، وستغيب أهازيج الجَمْعَة الطيبة، ربما هي العادة الوحيدة التي بقيت من أعياد زمان، لقد راحت عادة الأكل الجماعي للجيران طيلة أيام العيد الثلاثة، وغابت عادة الاقتصار على وجبة الفطور والعشاء في الأعياد، وغابت طقوس كثيرة محاها العصر الجديد أو التطور كما يقولون.
- نتمنى أن يمرّ حج هذا العام بسلام، أعاد الله كل الحجيج إلى أوطانهم، ولأهلهم وذويهم، مغفورة ذنوبهم، مرفوعة حسناتهم، ومصحوبة بالسلامة طريقهم.
- جميل أن ترى العيد في بلدان مختلفة، فلكل مكان بهجته، وعلى الإنسان الهارب منه عيده أن يتبع فرحه في كل مكان، فلعل في البُعد ملتقى، وفي التجوال سعادة مختبئة.
- بعض الناس يكتبون بأنفسهم الشقاء لأنفسهم، فلا يعرفون فرحاً، ولا يدركون مسرة، تجدهم يبحثون في الثقوب الصغيرة عن عيوب ليقتلوا ضحكتهم، وضحكة من حولهم، يمكن أن ينفخوا في كل شيء ليصبح جحيماً حولهم، عثرة طفل في البيت يمكن أن تسرق فرحهم، غياب خادمة من المنزل يمكن أن يسرق ضحكتهم، حادث سيارة بسيط يمكن أن يجعل ضوء عيدهم حالكاً، نقصان شيء من حاجيات المنزل يمكن أن يجعلوه سبباً لعيد جاء ناقصاً، وبحال بائس، فلا ينظرون للمتسع في ومن الأشياء.
- للأصدقاء في جهات الدنيا الأربع، للغالين في كل مكان، للطيبين وتفاصيلهم التي على البال.. للجميع: كل عيد وأنتم أجمل وأسعد! لكم الورد والود.. ونلقاكم الاثنين بعد إجازة العيد بإذن الله وحوله.. كل سنة وكل حول وأنتم سالمون غانمون فرحون على الدوام.