حققت شرطة المرور في أبوظبي نجاحاً كبيراً ومبهراً  بالمستوى الرفيع من تنظيم الحركة المرورية الذي يشهده القلب التجاري للعاصمة، بصورة تسعد مستخدمي الطريق الذين أظهروا التزاماً بالأنظمة والقوانين وتعاوناً كبيراً معها  ومع شركائها وفي مقدمتهم «النقل المتكامل» ومفتشو «مواقف» و«ساعد» عندما يتطلب الأمر.
 نجاح  بارز وملموس هو ثمرة أمور عدة  أبرزها الحلول المتكاملة، وتبني الاستباقية في الأداء، وتكثيف الحملات التوعوية، وتوظيف التقنيات الحديثة من رادارات وكاميرات وحتى استخدام «الدرون»، والاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي، ومما جعل تجربتها في تعزيز السلامة المرورية أنموذجاً يحتذى به يتجاوز في تطوره تجارب مدن عالمية كبرى، وفوق ذلك كله الالتزام الصارم بتطبيق القوانين واللوائح المرورية بما تتضمن من غرامات باهظة ونقاط سوداء لضمان الالتزام التام.
 هذه الصورة الزاهية من قلب عاصمتنا الحبيبة بحاجة إلى أن تمتد وتتعزز في مناطق الضواحي التي تشهد كثافة سكانية ومعها حركة مرورية  نشطة وبالذات في ساعات  الذروة  من النهار والمساء، ففي بعض تلك الأماكن يتفادى المرء المرور بها في أوقات معينة جراء ما تشهده من تكدس واكتظاظ مروري،   وأكبر مثال على ذلك المنطقة المعروفة بـ«شعبية مصفح» حيث  تعتقد شريحة كبيرة من السائقين بأنهم بعيدون عن عيون القانون، فيطلقون لأنفسهم عنان التجاوز الذي يحمل ممارسات تمثل تحدياً مرورياً بحاجة لمعالجة وحلول من شرطة المرور والدوريات. بعض  التقاطعات الرئيسة في تلك المنطقة، وتحديداً تقاطع شارعي نسيم البر  والأنوار تشهد بعد تحول الإشارة إلى خضراء اندفاع السائقين نحو المسار، رغم أنه  في أغلب أوقات الذروة  يكون غير سالك، فيتوقفون بمركباتهم في المنتصف معرقلين حركة السير في الاتجاه الآخر، أما في الشوارع الأخرى الداخلية للشعبية التي تزخر بالمطاعم  ومقاهي الشيشة فالوضع مزعج، ويزيده إزعاجاً سوء استخدام المشاة لمناطق العبور  المتتالية جراء العبور العشوائي عند تلك النقاط مع عدم وجود إشارة  ضوئية مرورية تنظم المرور لضبط العشوائية والارتباك الحاصل، والذي قد يتسبب في حوادث تصادم أو دهس. 
لا أعتقد أن ما يجري  غائب عن رصد إدارة  المرور للتعامل مع هذه التحديات بصورة شاملة خاصة مع  زيادة الحركة هناك والمرشحة للارتفاع مع التوسع العمراني الكبير الذي تشهده  سواء في الأجزاء السكنية أو التجارية أو الصناعية في الجانب المقابل، متمنياً عليها تسريع معالجالتها مع تقديرنا الكبير لجهودها وتمنياتنا بالسلامة للجميع.