الطفولة هي محور بناء جيل يحصي عدد خطواته بالأمل، ويمد روحه بالتفاؤل، في تأسيس شباب منفتح على الحياة مثلما هي الورود في صباح باكر مزدهر بإشراقة شمس الفرح.
الطفولة هي بيت الطاقة الإيجابية لمستقبل يعمل أفراده بقوة الإرادة، وعزيمة لا تقهر، وطموحات لا توقفها تيارات الهواء، وتطلعات مزروعة بالثقة، وثبات المواقف، ورزانة اتخاذ القرارات لبناء وطن محاط بالحب والمشاعر المتدفقة، كأنها شلالات الطلع المهيب.
هكذا تعمل حكومة أبوظبي، وهكذا تؤدي الدور الريادي في تربية الطفولة، وهكذا تؤسس لمستقبل متألق بالمسعى النبيل، ولذلك عملت هذه الحكومة على زراعة الوطن بحزمة من الحضانات التي ترعاها الحكومة، وتقوم على ترتيب أواصرها، وتهذيب عناقيدها، وتخصيب تربتها بعناية فائقة تدل على الوعي بأهمية الطفولة، ودورها في إنبات أفراد مجتمع هم حصنه، وهم حضنه، وهم متراسه، ودرعه المتين.
اليوم العالم لا يحترم إلا الأقوياء، وطفولة صارمة، حازمة، قوية، هي الضمان لاستمرار التطور، ودوام التقدم والتفوق والتميز، وصناعة الجودة الاجتماعية على مختلف الصعد والمجالات والميادين.
هذا الوعي الحكومي لم يأتِ من فراغ، بل هو سليل تراث عريق، بنى أساساته المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وعلى أثره تسير القيادة الرشيدة، برؤية واضحة، وخطوات جلية، وأهداف راسخة، واستراتيجية واسعة الحدقات، وعندما نتحدث عن الطفولة، فنحن نتناول بالعقل والقلب معاً، مدى ما للطفولة من أهمية بالغة الأثر في بناء وطن يصعد سلالم الحياة بوثبات لا تعترضها أخطار، ولا تحفها معوقات، لأن البناء صحيح، والأساس رصين، والنظرية الاجتماعية قائمة على معرفة واعية، وقناعة لا تتزعزع.
وجود الحضانات الحكومية، على رأس الأولويات، هي ضمان لتنقية عقول الأبناء من شوائب الخلل الاجتماعي، وانتشار هذه البيوت الحميمية، هي انتخاب لطريق سالكة، ومن دون خلل أو زلل، لأن التعامل مع الطفل، أمر دقيق، الحرص في الاقتراب منه يدل على الوعي بأهمية الدور الذي تقوم به الحضانات الحكومية، والطريق الطويل الذي يجب أن تقطعه، لتصل بهذه الفلذات إلى قمة الشجرة ومن دون أن تجرح بأشواك أو تعرقل، وهذا سر اهتمام الحكومة بإرساء المهمة لمواقع التربية، وتنشئة هذه اللبنات الطرية.
فالأطفال هم قادة المستقبل، وهم رواد منابع الخير للمجتمع، وهم الذين نعلق على عاتقهم مصيرنا، ومستقبل بلادنا.