منذ هزيمته أمام أندي موراي عام 2013، لم يخسر نوفاك ديوكوفيتش مباراة على الملعب الرئيسي لويمبلدون، وكانت الهزيمة أمام الإسباني الشاب كارلوس ألكاراز هي الأولى منذ ذاك الوقت ليحرم ديوكوفيتش من تحقيق لقبه الثامن في البطولة الإنجليزية العريقة، والخامس على التوالي. وقد حقق ألكاراز انتصاره الأول في ويمبلدون بعد ملحمة استمرت قرابة الخمس ساعات، ليضيف لقب «جراند سلام» الثاني له إلى لقبه الأول حين فاز ببطولة «فلاشينج ميدوز» العام الماضي.
واستطاع ألكاراز أن يتجاوز بمهاراته وقدرته العقلية الاحترافية خسارته السريعة للمجموعة الأولى، أمام أسطورة التنس ديوكوفيتش، ليكون ألكاراز هو ثالث أصغر لاعب يفوز بلقب ويمبلدون بعد الألماني بوريس بيكر (17 عاماً) والسويدى بيورن بورج (20 عاماً).
الصراع بين الخبرة وبين الشباب، وبين أسطورة وبين مراهق حالم، كشف عن جزء مهم من تطور لعبة التنس على هذا المستوى من البطولات الكبرى، «جراند سلام»، فقوة الضربات وسرعتها واللياقة البدنية لم تعد وحدها هي مهارات الحسم، وإنما القوة الذهنية، ومهارة التنوع في المواجهة، سواء باستخدام الضربات الساقطة على أو التقدم على الشبكة كما فعل ألكاراز. ويستخدم نجم التنس الإسباني سلاح تقنية الصوت في مبارياته شأن العديد من نجوم التنس، الذين يطلقون أصواتاً عالية لدى ضربهم الكرة.  ويرى باحثون أميركيون أن الصوت العالي المصاحب للضربة القوية يؤثر سلباً على المنافس، ويجعل رد فعله أبطأ، خاصة بالنسبة للمكان الذي ستذهب إليه الكرة التي تقطع 80 كيلومتراًَ في الساعة في المتوسط.
وتلك على أية حال مهارات اشتهر بها ألكاراز منذ بداياته في ممارسة تلك الرياضة الجميلة في قرية «إل بالمار» الواقعة في جنوب شرق إسبانيا، حيث يقع نادي ريال سوسيداد دي كامبو في الجبال المطلة على العاصمة، حيث تأسس هذا النادي قبل 100 عام، كمجتمع لصيد الحمام، ثم أصبح نادياً للتنس، وفي هذا النادي ولد هذا اللاعب ليكون هو مستقبل اللعبة بالنسبة للرجال، وكان ألكازار طفلاً مذهلاً.
** «أحب العشب الآن».. هكذا علق ألكاراز على كلام ديوكوفيتش بعد المباراة، حين قال: «لقد شاهدتك بارعاً في اللعب على الملاعب الرملية والصلبة، ولم أتوقع براعتك أيضاً على العشب».
 لكن الكلمات المتبادلة بين النجمين عقب لحظات التتويج، عكست مشاعر الروح الرياضية واحترام انتصار البطل، واحترام نضال المهزوم، وهو أمر لا نراه في بعض ملاعبنا حين ينسب المهزوم هزيمته إلى التحكيم السيئ، والطقس السيئ، والملعب السيئ، والحظ السيئ!
** أبكتنا دموع النجمة والبطلة التونسية أنس جابر، بعد أن خسرت نهائي ويمبلدون للمرة الثانية على التوالي، وكنا جميعاً من الخليج إلى المحيط نحلم بتتويج أول بطلة عربية في ويمبلدون، خاصة أن الملايين لا يدركون أن لاعباً يدعى يوروسلاف دروبنى التشيكي الأصل كان يحمل الجنسية المصرية، حين توج بلقب ويمبلدون عام 1954، ولقب رولان جاروس مرتين في عامي 1951 و1952.