نحتفي بحلول عام هجري جديد، عام 1445 هـ، داعين العلي القدير أن يجعله عام خير وبركة ونماء ورخاء وازدهار على إماراتنا بقيادة قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأن يكون عام خير على العالم أجمع، هكذا تعلمنا في بلاد «زايد الخير» على حب الخير وحبه للآخرين.
مظاهر عدة تصاحب دائماً احتفاء واحتفال الإمارات بمقدم كل عام هجري جديد، يحرص فيها قائد مسيرة الخير على تهنئة أبنائه المواطنين والمسلمين في كل مكان، وعلى تبادل التهاني مع شيوخنا الكرام، وتنشر البلديات مظاهر الزينة والإضاءة الملونة في كل مكان، وحرص الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على تنظم فعالية تليق باستقبال المناسبة الكبيرة التي كانت قد خصصت لها الخطبة الموحدة ليوم الجمعة الماضي. والتي دعت الجميع من خلالها للتوقف أمام العبر والدروس العظيمة للهجرة النبوية التي مثلت انطلاقة جديدة للبشرية والإنسانية قاطبة، من خلال القيم التي أرساها المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، بدءاً من تعظيم صون الأمان والفداء وحب الوطن وترسيخ الجوهر الوسطي للعقيدة وإفشاء السلام والتسامح وحسن التعايش من خلال وثيقة المدينة.
قيم عظيمة نستحضرها دائماً ونحرص على إبرازها للأجيال والعالم في مثل هذه المناسبة الجليلة المباركة، وتكتسب أهمية خاصة في واقع اليوم، حيث يشهد العالم ارتفاع نبرة تلك الأصوات النشاز من كل مكان، وهي تروج لخطابات وممارسات التعصب والكراهية وإقصاء الآخر.
في عاصمة «الإخوة الإنسانية» نستذكر بكل فخر واعتزاز المبادرات المباركة التي انطلقت من بلد «زايد الخير» وجعلت منها عاصمة للتسامح، برؤية حكيمة من المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتعززت بالرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان راعي وثيقة «الأخوة الإنسانية» وما تفرع عنها من مبادرات ومقاربات، إدراكاً من سموه بأن ترسيخ هذه القيم العظيمة مفتاح استقرار الأوطان وتحقيق التنمية والرخاء والازدهار للمجتمعات.
وقد عملت الإمارات، ومن خلال هذه المبادرات الرائدة، على نشر تلك القيم العظيمة والتعريف بها للتصدي لناشري الفتن والخراب والتطرف والاحتراب، وبالذات المتاجرين بالدين ممن يريدون اختطافه وجعله مطية لغاياتهم الإجرامية الشريرة، والتي كانت سبباً لتمزيق الأوطان وتشريد الشعوب وسفك دماء الأبرياء، وشواهد أعمالهم غير بعيدة عنا.
حفظ الله إمارات العز.. وكل عام والجميع بخير.