نقرأ في خريطة العلاقات الدولية، ونتأمل في تواصل الدول فيما بينها، فنجد الإمارات تسير في طريق مختلفة، ونجد دبلوماسية الإمارات كأنها قماشة الحرير مفروشة على الجغرافيا، نجدها مثل أحلام الوردة وهي تبث عبقها في الوجود، ليبدو العالم أكثر عافية، وأجمل، وأكمل، وأشمل في عناقه الأنيق، نجد العالم بحضور الدبلوماسية الإماراتية وكأنه ينسج أهداب العيون على الجفون لتحميها من لظى العاتيات، وفظاظة صروف الدهر وما تكنه الأحداث الدامية من سغب وتعب وغضب، أهلك زرع العالم.
نتأمل اللوحة العالمية، بحضور الإمارات فنجد أن كوناً جديداً بدأ يتشكل، وأن أجنة الأحلام الزاهية صارت في عمر الورود، وأصبح الإنسان في العالم، في كل العالم، يقطف ثمرات ما تقدمه الجهود الإماراتية من عون وصون لحماية كوكبنا من الضياع، والعناية بالإنسان الذي أنهكته الحروب العبثية، وشردته معارك الضغينة والأحقاد.
نتأمل الواقع، فنرى ما يدهش، وما يبعث على الفرح، لأن الإمارات أصبحت اليوم تقود مرحلة راهنة مملوءة بالتفاؤل، معطرة بآمال، لا تحدها حدود، ملونة ببياض الموجة وزرقة بحر خليجنا، وصفاء سمائنا.
ننظر إلى الزيارات التي يقوم بها رؤساء دول، ومسؤولون على مستويات رفيعة، فنلمح الابتسامات العريضة تملأ الوجوه، وهي التعبير الصريح والواضح عن الفرح في الهبوط على أرض الخيرات، ومصافحة أصحاب الأيادي البيضاء، والخروج باتفاقيات على مختلف الصعد، تخدم مصالح الجميع، وتلبي تطلعات الشعوب، وتحفظ للإنسانية مكانتها على كوكب الأرض.
فلا يمر صباح، إلا ونقرأ عن طائرة تحط رحالها على أرض التسامح والثقافة السياسية الشفافة، على مدرجها يقف رئيس دولة أو مسؤول، يرفع يده محيياً من يمدون أيادي النبل، مستقبلين الضيف بحفاوة وتقدير.
وهكذا تستمر الإمارات في الريادة، وفي قيادة العالم نحو آفاق السلام، ونعيم الحياة الاقتصادية، ورفاهية الحياة، والعيش الكريم، بعيداً عن خزعبلات التنظير الأجوف، وبعيداً عن خرافة القيم البالية، وبعيداً عن التزلف، وتخلف الأفكار العقيمة.
الإمارات آمنت منذ بداية التأسيس، وعلى يد الباني الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أنه في الكراهية الجميع مهزوم، والجميع مكظوم، والجميع ذاهب إلى الجحيم، وليس سوى الحب، هو هذا الترياق وحده الذي يشيد صرح الحضارات، وينمي أغصان أشجارها، ويزهر معطياتها.
والقيادة الرشيدة تسير على هذا المنوال، ونصب عيونها، بناء الجسور، للوصول إلى غايات أرحب وأخصب وأعذب وأسهب، ولا مكان للضعفاء، ولأن في الأحقاد يكمن الضعف، كما يكمن الكلف والأسف، فإن سماء الدبلوماسية الإماراتية لا تمطر غير السماحة، والتواصل الحنون.