هذه الأسرة، أسرة آل نهيان، كوكبة من الرجال المخلصين، وعندما يغيب بيت في القصيدة تحاكي أبياتها الأخرى مشاعرنا بالصبر والسلوان، وتضفي علينا بروح أشف من السحابة الممطرة، نسائم أحلام الحضور في مجتمع جلله الله بغنائم لا تحصى، أهمها الحب الذي زرعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في قلوب أبنائه، ونما هذا الحب وترعرع وازدهر وأزهر حتى صار في العالمين حقل وفاء، وبحر انتماء لعائلة حباها الله بمشاعر أرهف من جناح الفراشات، وأنعم من أهداب الربيع، هذا ما يجعل الحزن على الغائبين مزيداً من الانسجام، مزيداً من الالتحام، ومزيداً من نثات الحب لتصبح أنهاراً في حياة الوطن، وشلالات عطف وقطف وسقف يحمي الوطن ومواطنيه.
في هذا اليوم الحزين لفراق أحد عناقيد الدر الثمين، يتلاشى الحزن لمجرد رؤية وجوه الأحبة مضاءة بمصابيح الصبر والإيمان بأن الموت حق، وأن الصبر والسلوان حقيقة موضوعية، ومنهج إنساني يتبعه كل مؤمن بقضاء الله وقدره، إنا لله وإنا إليه راجعون، واللهم لا اعتراض على ما تقدره، وتقضيه.
وللراحل مآثر جمة في العمل الوطني وفي ميادين الرياضة، وسوف تبقى هذه الأعمال بارزة في ضمير كل مواطن غيور، ومحب للوطن، ولهذه العائلة الكريمة، والتي أكرمت، وأعزت، وعززت في قلوبنا معنى الحب، وقوة الإصرار، ومتانة العلاقة بين الإنسان والإنسان.
رحل سعيد بن زايد، رحمه الله، وسوف تبقى بصماته في المجال الرياضي ناصعة، ساطعة، وفي مجالات أخرى أضاءها في صدقه، وإخلاصه، وحبه لأهله ووطنه.
رحل سعيد بن زايد، وستبقى صورته عالقة في ذهن كل من عملوا معه، وكل من رافقوه في بذله وعطائه، وفاء للوطن، واعتزازاً بقيمته بين الأوطان. لا شك أن للموت جلاله ورهبته، ولكن الإيمان بأن عمل الإنسان هو كفنه الذي ينقله إلى مثوى جنات الخلد، وللراحل أعمال وطنية تجعل من درجاته الحسنى ما يضيء له الدار الآخرة، وليس غريباً على أبناء زايد الخير، فلهم في الملمات، كما في المسرات، هبات الرجال النبلاء، والأفذاذ الذين لهم في الحياة كل ما يوسع، ويسطع، ويرفع من قيمة الوطن والمواطن، ويجعل من الحياة على هذه الأرض، حقلاً مزروعاً بالحب والوفاء، ونبل التعامل مع الآخر.
رحم الله سعيد بن زايد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهل الوطن الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.