مع كل مناسبة يتسلم فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» أوراق اعتماد سفراء جدد لدول شقيقة وصديقة معينين لدى الدولة، يحرص سموه إلى جانب التعبير «عن أمنياته لهم التوفيق في القيام بمهامهم في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات ودولهم والقائمة على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة» و«إنهم سيجدون كل دعم من مختلف الجهات المعنية لتسهيل عملهم» وعلى تأكيد «حرص دولة الإمارات على بناء جسور التعاون وتوسيع آفاق المصالح المشتركة مع مختلف دول العالم بما يعود بالخير والنماء والازدهار على الجميع».
تأكيدات تنطلق من ثوابت الإمارات في سياستها الخارجية وعلاقاتها الواسعة مع مختلف دول العالم انطلاقاً من ذات النهج الذي رسمه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لتكون الإمارات دائماً سنداً للشقيق وعوناً للصديق.
اليوم ونحن نشهد هذه التحضيرات المكثفة والكبيرة مع بدء العد التنازلي لاستضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب28» وحجم التفاعل الدولي الواسع للمشاركة بفعالية في الحدث العالمي الأضخم في مجال العمل المناخي، ندرك أنه يأتي تقديراً لرهانات العالم وثقته بالحكمة والرؤية الإماراتية لتمكين المجتمع الدولي من الخروج بتوافقات ناجحة لإنقاذ الكوكب الذي نعيش عليه.
ثقة تعد امتداداً لما خبره العالم أيضاً من النجاح والتألق الإماراتي في العديد من الفعاليات الكبيرة والضخمة التي استضافتها وانخراطها الفعال في الكثير من المشاريع التنموية والمساعدات الإنسانية للشقيق والصديق دون تمييز. وعلى امتداد قارات العالم يجد المرء بصمة إماراتية نيرة، وإسهام بناء يعمل دائماً على الارتقاء بالمجتمعات والشعوب لكل ما فيه الخير للجميع، تزرع الأمل في النفوس لصنع ما يليق بجودة حياة الإنسان وكرامته.
نهج واضح وثابت لا يتوقف أو يتأثر بأصوات النشاز من هنا أو هناك، وهي تصدر من عقول مريضة وصدور تنز حقداً على المكانة الزاهية التي تحققت لإمارات الخير والعز والوفاء برؤية قيادتها الحكيمة، والتفاف شعبها حولها وسواعد أبنائها التي صنعت المعجزات وطوعت المستحيل.
وكما قال معالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة «اتسمت مواقف الإمارات دائماً بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن واستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ، تبقى هذه رؤيتنا حتى وإن تغيرت الظروف والأدوات، وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة ومستمرة. الإمارات لا تتغير وتسمو فوق منطق القيل والقال».