جاء قرار قادة مجموعة «بريكس» بضم دولة الإمارات لعضوية المجموعة التي اختتمت اجتماعاتها أمس في مدينة جوهانسبيرج الجنوب أفريقية، تقديراً لمكانة الدولة وإسهاماتها في نشر وتعزيز قيم التسامح والتعايش والعمل الدؤوب في الوقت ذاته لتكريس السلام والاستقرار وكذلك مواصلة دعم جهود النهوض بالاقتصاد العالمي والمشاركة الإيجابية لتقديم حلول للتحديات التي تواجه العالم، ومكانتها الاقتصادية ودورها في الأسواق العالمية وهي تضم سوقاً نشطة تلعب دوراً كبيراً في رفد أسواق مجاورة تضم مئات الملايين من البشر.
وقد حرص قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على تقدير قرار قادة المجموعة التي استمدت اسمها من الحروف الأولى للدول الخمس المؤسسة لها صاحبة أسرع الاقتصادات نموا في العالم. كما أكد سموه رؤية الإمارات الثابتة في سياساتها الخارجية وجسور التعاون الدولي التي تقيمها في «العمل معاً من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم».
كما عبر فارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن دلالات تواجد الدولة في هذا المحفل المهم، وقال أنها «تمثل نجاحاً لسياستها الدولية المتوازنة بقيادة رئيس الدولة، حفظه الله»، «كما يمثل انضمام الدولة لهذه المجموعة امتداداً لفلسفتها القائمة على بناء شراكات دولية إيجابية متعددة الأطراف، ويرسخ مكانتها الاقتصادية والتجارية الدولية كشريك موثوق يربط شمال العالم بجنوبه وشرقه بغربه، وستبقى الإمارات مستمرة في نهجها القائم على دعم السلام والأمن والتنمية العالمية».
مجموعة «بريكس» تمثل تكتلا اقتصاديا هائلا بنحو 56.65 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي 40 بالمئة من سكان العالم و26 بالمئة من الاقتصاد العالمي، وانضمام الإمارات إضافة نوعية للمجموعة ودورها، ويحمل رؤية تتطلع للمساهمة بفعالية في كل جهد يهدف لخير المجتمعات كافة من خلال تعزيز المصالح المشتركة والمتبادلة وفي الوقت ذاته الدفع قدما بمسارات التنمية في مختلف البلدان في عالم يواجه تحديات جمة وخاصة في البلدان الأقل حظاً.
وجود الإمارات في هذا التجمع الاقتصادي الكبير يحمل صورة للتقدير الرفيع للإمارات ونموذجها الحضاري الراقي واعتزازاً بتجربتها الملهمة في بناء الإنسان والأوطان، مما أتاح لها اليوم هذه المكانة الإقليمية والدولية الرفيعة، والتقدير بين شعوب العالم التي تنظر للإمارات منارة للإلهام والتحفيز للمستقبل الأجمل.