في هذا البلد، في هذه القيثارة، تترنم السجايا، ويغني الطير، وتعزف الموجة، وترقص الأشجار وتفرح البحار، لمواطن من بني هذا البلد الكريم، بلد لا يترك ضيقاً ولا ضجراً في قلب مواطن وهبه الله قيادة تسهر على راحته، وتلبي احتياجاته، وتحفظ عزته، وترفع أمنياته إلى أعلى القمم.
في الإمارات الإنسان أولاً، الإنسان عند شغاف الغيمة، وفي قلب النجمة، وفي أحضان القمر، محفوظ من الزلل، مرفوع عن الخلل، مسكون بسعادة غامرة، مكتوب على صفحات التاريخ كاستثنائية الوجود، وسنة الخلود.
هكذا هو المواطن، وهكذا هي بلادنا، تمضي حقباً في الرفعة والسؤدد، ولا مجال للتفكير كيف يكون المواطن، لكونه هو ذلك الرحب السخي، هو ذلك العود الرخي، هو ذلك الوجدان الثري، بالحب، والألفة، وسماحة التعامل.
في فلوريدا هبّت عواتي «إداليا» فهبت «فزعة» الكرماء لحماية فلذات الأكباد ورعايتهم، والعناية بشأنهم، لأنهم قرة العيون، وماء الجفون، هم أبناء هذا البلد الطيب الكريم، تقود جياده قيادة لها في الهبات تاريخ، وسجايا، لها في تقدير الإنسان ذاكرة لا تخر، ولا تفر من مسؤولية التزاماتها الإنسانية.
فور صدور نبأ إعصار إداليا، قامت سفارة الإمارات بتسخير كل الإمكانيات لأجل درء الخطر عن الأبناء، ومنع حدوث ما يضر ويسيء لهؤلاء الأحبة.. هذا هو السلوك الحضاري، هذه قيم الإمارات وتقاليدها، وعاداتها، ليس من اليوم، وإنما هي رواسخ، شوامخ في الوجدان مثلما هي جذور النخلة، مثلما هي الجبال الشم، مثلما هي الصحراء الأبية.
وهكذا تمضي القيادة الرشيدة في ضرب الأمثلة في الوفاء والنبل، والعطاء بلا حدود، وهكذا هي القيادة الرشيدة، مثل الأنهار تقدم ببذخ، وتعطي بترف، وتمنح برخاء، وكل الشواهد تدل على أننا ننعم اليوم بوافر الصحة المادية، والمعنوية، لأننا نستظل بظل هذه الأجنحة العملاقة، وهذه السحابات الممطرة، تبلل القلوب برضاب المحبة، وتشذب الدروب بخصب العطاء الذي لا ينضب ماؤه، ولا يجف رحيقه، وفي كل صباح نفتح أعيننا على مكرمة، وفي كل مساء نغمض جفوننا على يد منعمة، كترياق يذهب الأسى، ويمنع السأم، مثل الإكسير يكفكف، ويخفف، ويجعل الحياة دوماً في جنان الثروة الثقافية القائمة على مركزية المواطن في الوطن، ومحورية العناية، وجوهر الحب الكبير.
اليوم الإمارات تقود مسيرة العمل الإنساني في كل مكان، وأينما تحدث ملمة نجدها في المقدمة، نجدها بلسماً وميسماً، نجدها في العالم أغنية يترنم بها الطير، وتزف لها الأشجار، والنجوم تصفق، بشجو وشجن.
وهذا هو المواطن اليوم يسمع عن قوافل الخير تمد سلسالها الذهبي ليطوق أعناق الإنسانية، وليس المواطن وحده الذي ينعم بهذا الخير، بل البشرية ترفع أيديها داعيةً لبلادنا أن يؤمها الخير والطمأنينة لما تقدمه من عون، وغوث لكل محتاج، وكل من قهرته ظروف المرحلة.