طرحت وعرضت من قبل عبر هذه الزاوية ممارسات سلبية بعض مدارس التعليم الخاص بعد إعادة النظر في مزايا ومنافع نظام الموارد البشرية في أبوظبي، ودعونا دائرة التعليم والمعرفة للتدخل لمعالجة الأمر، واليوم نتمنى من دائرة الصحة التدخل للنظر في ممارسات تمييزية بين المرضى لفئات من المستشفيات الخاصة بحسب فئة التأمين الصحي الخاص بكل منهم. 
لقد حرصت الدولة على أن تكون مظلة التأمين الصحي شاملة الجميع لضمان تمتع كل فرد في المجتمع بالرعاية الصحية المتوافرة في منشآتنا الطبية والصحية، ولكن بعض هذه الشركات والمستشفيات الخاصة تعمل على تجاوز هذه الغاية الإنسانية السامية بالتركيز على الجوانب المادية والربحية المبالغ فيها، وأكثر من يعاني من تلك الممارسة التمييزية حملة بطاقات الباقة الأساسية أو التي يطلق عليها «بييسك» وغالبية حامليها من العمالة المساندة والمنزلية البسيطة، بل بعض المستشفيات الخاصة خصصت لهم أياماً محددة في الأسبوع لاستقبالهم، لضمان ألا يكونوا عبئاً على مواردها بينما ترحب بغير هذه الفئات. ويجد المواطن الكفيل لهذا العامل أو العاملة المنزلية نفسه مضطراً لدفع مبالغ إضافية لعلاج مكفولة.
جهود كبيرة تقوم بها الدولة وبمتابعة من وزارة الموارد البشرية والتوطين لتحقيق بيئة العمل المثالية للجميع، وبما تتضمنه من رعاية صحية متاحة ويسهل الوصول إليها بأسعار في متناول الجميع، ليأتيك بعد ذلك مسؤول مستشفى خاص ويفرض لوائحه وقوانينه الخاصة ليحرم مثل هذه الفئات مما تحتاج إليه من خدمات ورعاية صحية عندما يتطلب الأمر ذلك. 
كما بلغ تمادي هذه النوعية من المستشفيات الخاصة حدوداً غير مسبوقة بممارساتها التي تحول دون إدخال أي شخص للطوارئ إلا بعد الاطلاع على نوعية تأمينه، بما يتنافى مع القواعد التي وضعتها دائرة الصحة، فيما يتعلق بالتعامل مع مرضى الطوارئ الذين يطرقون أبوابها طلباً للعلاج تحت ضغط ظرف قاهر بسبب المرض.
 أتمنى على هذه النوعية من المستشفيات استحضار رسالتها الإنسانية قبل أي اعتبار آخر، وأنها تعمل في «إمارات الخير والمحبة» الدولة الرائدة في مجال المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومع إدراكنا أنها مؤسسات تجارية وربحية إلا أن ذلك لا يعني إطلاق يدها بهذه الصورة في ممارسة التمييز بين المرضى حسب فئات بطاقة التأمين الصحي، وبإمكانها طلب رسم إضافي لأية خدمة إضافية قد لا تغطيها الباقة التأمينية لحامل البطاقة الأساسية. وكلنا ثقة بأن الدائرة ستعيد الأمور لنصابها ومسارها الصحيح.