منذ تأسيس الدولة، ومنذ فجر النهضة الإماراتية، والإمارات تعمل على مد جسور المودة، والتضامن مع الشقيق والصديق، إيماناً من القيادة الرشيدة، بأن العلاقات الدولية لا يستقيم لها عود، ولا يضاء لها مستقبل، إلا بالوعي بأهمية أن نكون معاً. وأن تصير علاقاتنا كما هي علاقة أغصان الشجرة الواحدة، تحمل الأعشاش على عاتقها متحدة، وكما هي أعمدة السقف تتعامد لكي ترفع الضيم عن كاهل الإنسان.
هكذا نرى الإمارات اليوم، في ليبيا، والمغرب وفي كل مكان من هذا العالم، اشتكى من ضيم وضنك وغضب الطبيعة، إنها سمة هذا البلد وشيمة أهله، وأخلاق القيادة الرشيدة، في الهبة المباركة لإضاءة قلوب الناس أجمعين بمصابيح الفرح، وقناديل السعادة.
من هذا المنطلق، سبقت الإمارات دول العالم في إطلاق فكرة الطبيعة الخضراء، والطاقة النظيفة، وتوسيع الوعي في أهمية أن نحمي أمنا الأرض من عوادم الكربون وما يسببه من كوارث، ومآسٍ على الأرض.
اليوم وقد ابتلي إخوة لنا بكوارث الزلازل، ومحن السيول الجارفة، نرى قافلات المساعدات تمخر البحار، وتشق طرق الفضاء للوصول إلى قلب المأساة، للتضامن، والغوث، والمساعدة، وحماية الإنسان من عذاب التشرد، وتهامة الفقدان للمال والولد.
اليوم الإمارات تثبت للعالم أنه لا بديل إلا للتداخل ضمن بوتقة واحدة والوقوف كتفاً بكتف، مع الشقيق والصديق، ولا تؤمن الإمارات بالشعارات الفارغة، بل تطبق المبادئ التي آمنت بها عملاً وجهداً بيناً ولا مجال أمامها غير الانغماس في المشهد، والدخول في عمق العمل الإنساني، وتكثيف الجهود، من أجل خلاص الشعوب من المحن، ومن شر ما حدث.
في ليبيا هرعت طائرات الإغاثة، حاملة أسباب الحماية من الشظف، ورفع الكلف، وإسعاد الناس، وتطمين قلوبهم، بأنهم ليسوا وحيدين في وجه العاصفة، بل هناك من يسهر على التضامن معهم، ويتعب لأجل راحتهم، ويبذل أقصى ما يمكن فعله، لإعادة الحياة الطبيعية إلى حالتها السابقة، مستعينة بكل ما تملكه، وكل ما يتوفر بين أيديها.
وهناك منظمات وهيئات دولية أعلنت بهجتها، وسرورها بهذه الجهود الجبارة التي تقوم بها الإمارات، مما يجعلنا كأبناء لهذه الدولة السخية، أن نفخر، بعزيزة القوم، ونعتز بشمعة العالم، وتكبر هامتنا، بعلو كعب بلادنا، وتنشرح صدورنا، بانشراح جغرافية بلادنا، وهي تمد الأيدي للأفق، وتذهب للمدى، بوعي الدولة التي تجاوزت حدودها في العطاء، وأصبحت في العالم، المحيط الذي يطوق العالم بالرفعة، والنهر الذي يغذي حاجته للحياة بالعذوبة.