هناك ارتباط وثيق بين مباريات الأندية ومباريات المنتخبات في البطولات القارية، وكانت الكرة الإنجليزية تحديداً خارج تلك المعادلة قديماً، لكن حدث بعض التغيير النسبي في السنوات الأخيرة، وتجددت العلاقة بين نتائج الأندية القارية والمنتخب جزئياً. لكن على مستوى قارتي أفريقيا وآسيا، يظل الارتباط وثيقاً بين نتائج الأندية والمنتخبات في البطولات القارية.
ومن هنا تظهر أهمية البداية بالنسبة لفريقي الشارقة والعين في دوري أبطال آسيا، وعلاقة نتائج الفريقين في البطولة بنتائج «الأبيض» القارية أيضاً، ويلعب العين في المجموعة الأولى التي تضم باختاكور الأوزبكي وآهال التركماني والفيحاء السعودي، بينما بدأ الشارقة مباريات مجموعته بلقاء السد القطري، وتضم المجموعة أيضاً ناساف الأوزبكي، والفيصلي الأردني. توقع النتائج في كرة القدم أصبح مثل قراءة الفنجان، «تخمين، وتأليف، وإرضاء صاحب الفنجان المقلوب، الفوز عليك هو المكتوب». 
والواقع أن خريطة اللعبة تتغير وتنقلب، وتتقلب، باستثناء حالات نادرة تتفوق فيها فرق كبرى على غيرها، إلا أن الحقيقة الواضحة تقول إنه كلما ارتفع مستوى فرق الأندية سيكون لذلك أثره الإيجابي على المنتخبات. ولذلك تظهر أهمية بداية العين والشارقة ونتائجهما في دوري أبطال آسيا، مثل أهمية فرق الأندية المشاركة في البطولة وانعكاسها على نتائج المنتخبات. ولعل ذلك ما تسبب في قلق شارع الكرة المصرية بسبب نتيجة الأهلي في كأس السوبر أمام اتحاد الجزائر، ونتيجة بيراميدز في دوري الأبطال، وإن كانت أفضل من نتيجتي الزمالك وفيوتشر في الكونفدرالية. لقد أشرت إلى حالة الكرة الإنجليزية الاستثنائية، لأنها حالة فريدة، أقوى دوري في العالم، ومنتخب يحتفل حين يصل إلى قبل نهائي بطولة القارة، ربما لأن الألقاب غائبة منذ عام 1966، ويمكن مناقشة هذا الأمر في مقال آخر، وسوف تظل العلاقة بين الأندية ونتائجها وبين نتائج المنتخبات وثيقة على المستويات القارية. ولعل الشارقة والعين في مباريات المجموعتين الأولى والثانية، يضعان نصب الأعين الفوز الذي حققه «الأبيض» على كوستاريكا حتى لو كان ودياً، فكل فوز لأي فريق هو إضافة مهمة لرصيده الفني والمعنوي.
من الأقوال المأثورة في شارع الكرة العربية قبل خوض مباريات رسمية خارجية: «هدفنا العودة بنتيجة جيدة أو بأفضل نتيجة ممكنة»، وهذا التصريح المعتاد يحمل رسالة نفسية سلبية للاعبين وللجماهير، لدرجة أن الخسارة خارج الأرض بهدف مثلاً، كانت تترجم على أنها «خسارة بطعم الفوز»، ضمن أقوال واختراعات أفسدت الكثير من المعاني في كرة القدم، وفي اللغة العربية، فالفوز فوز والخسارة خسارة، والتعادل تعادل، فلا تضعوا تلك المحسنات اللغوية التي تشبه إضافة «الكاتشب» على سطح الطعام، سواء لإضافة نكهة أو لإخفاء ما في المذاق، مع الاعتذار لمحبي «الكاتشب»!
** البدايات.. إضافة معنوية وفنية للنهايات.