عمت الفرحة قلوب الجميع يوم أمس مع وصول رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، إلى أرض الوطن، ليسجل للتاريخ إنجازاً إماراتياً وعربياً غير مسبوق عقب تنفيذه مهمة «طموح زايد 2»، التي شهدت بقاءه في المحطة الفضائية الدولية لمدة ستة أشهر، وسيره في الفضاء الخارجي وإجراءه أكثر من 200 تجربة علمية في مجالات متعددة استغرقت نحو 585 ساعة، ويمثل أنموذجاً ملهماً للشباب في عالمنا العربي.
فرحة حملت كل صور ومعاني الفخر والاعتزاز بالإنجاز الذي يعكس في مجمله واحدة من أرفع صور استثمار الإمارات في الإنسان والعلوم، وحملت التقدير والامتنان لقيادتنا الرشيدة التي جعلت حلم وطموح المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حقيقة نقطف إحدى ثمار النهج الطيب والأصيل في بناء الأوطان والأجيال.
وكان قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أكد لدى عودة سلطان النيادي إلى الأرض بعد أطول مهمة عربية في الفضاء بأنه قد صنع مع فرق العمل الوطنية إنجازاً إماراتياً تاريخياً، وساهم في خدمة العلم والبشرية، مؤكداً سموه أنه بأمثال هؤلاء الرجال «طموحاتنا في مجال الفضاء كبيرة ومتواصلة، العلم سلاحنا، وجهد أبنائنا ذخرنا، والتوفيق من الله». 
إمارات الخير والمحبة، تسجل سطراً نوعياً وإضافياً جديداً في ملحمة الإنجازات العلمية والحضارية، وهي تحمل لواء الخير والعمل الجماعي المشترك لكل ما فيه الخير للبشرية جمعاء، انطلاقاً من النهج ذاته الذي أرساه المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والذي يفخر اليوم الأبناء والأحفاد بحصاده ونتاجاته الطيبة المباركة على مختلف الصعد والمجالات. 
العودة الميمونة لسلطان النيادي إلى أرض الوطن بعد الإنجاز التاريخي، امتداد للمكانة التي تحققت للإمارات في قطاع الفضاء، ونجحت في ترسيخها عبر مشاريع ضخمة وخطوات كبيرة قطعتها، يجيء في مقدمتها «مسبار الأمل»، وتعزز في الوقت ذاته تنافسيتها العالمية.
فرحتنا بسلامة وصول سلطان النيادي للبلاد ووجوده بين أهله، هي الفرحة بالبشائر الطيبة لقطاف المسيرة المباركة والإمارات تمضي بخطى ثابتة نحو الخمسين المقبلة على دروب مئويتها، شامخة بمنجزاتها ومكتسباتها، فخورة بكوادرها الوطنية التي كانت دائماً عند مستوى ثقة وطموحات القيادة الرشيدة، وقد أثبتت كفاءتها وجدارتها في مختلف المجالات والميادين، وبالأخص في قطاع الفضاء والعلوم المتقدمة والطاقة النووية، وغيرها.
«مرحباً مليون بسلطان ولا يسدن»، وحفظ الله الإمارات منارةً ساطعةً للفكر والعلم والتقدم.