الحديث عن نباتات البيئة أمر مهم، والتعريف بها بين فترة وأخرى مهم كذلك، لنقترب من الحياة النباتية، ونسعى إلى المحافظة عليها، قدر المستطاع، خاصة النباتات البرية أو الصحراوية التي لا تخرج إلا في بيئة محددة، قد تكون رملية أو طينية أو سيوحاً أو سباخاً، ومن الأمثلة على ذلك نبتة أو شجيرة الهرم، وهي ذات أوراق وثمار تحتفظ بالماء وتخرج في ألوان عدة جميلة في مظهرها، حيث تجمع بين اللون الأخضر واللون البرتقالي أو الأحمر، وتلك الحبيبات والثمار تعشقها الجمال وتتغذى عليها، فهي تمدها بالملوحة والماء الذي تخزنه الأشجار في ثمارها أو حبيباتها. وهذه النبتة تعطي أيضاً منظراً بديعاً ورائعاً للبيئة، حيث يتحول مشهد السباخ أو أماكن الغدران إلى لوحة في غاية الجمال. 
وهنالك أيضاً نباتات أخرى ربما اختفت أو كادت تختفي، مثل نبتة الرمرام أو السبط أو «السيداف»، فهذه النباتات كانت مهمة في الماضي للناس ولحيواناتهم المختلفة، وكذلك لطبيعة الأرض والبيئة، وهذا يبرز أهمية التوثيق أو التسجيل، لأن ذلك مفيد لمعرفة تكوينات البيئة ونباتاتها. 
وقد خصص ملتقى الشارقة للراوي مساحة للحديث عن البيئة ومكانة وأهمية النبات فيها، وهذا أمر في غاية الأهمية. وإذا كانت نباتات السهول والجبال والصحراء لها حظ أوفر في استمرارها وبقائها كما كانت نظراً للمساحات الكبيرة، إلا أن نباتات السواحل والمناطق الرملية، قد تكون أكثر عرضة للزوال. وإن لم تسجل وتوثق في الكتب أو الدوائر المختصة، مثل المعاهد ومؤسسات التراث أو الجامعات، فإن خسارة في ثقافة البيئة قد تحصل، وقد تغيب حتى أسماء أو معرفة مكونات البيئة المحلية. 
ثلاثة نباتات في بيئة الإمارات تتقارب في الشكل وتختلف في الأهمية، كلها كانت محط اهتمام في الماضي للإنسان الصحراوي وهي معين له في تغذية (الحلال) أو مواشيه ذات الأهمية الكبيرة في الماضي، حيث يرحل أينما زان نباتها أو كثرت في المواقع المختلفة، وأينما يأتي (الحيا) أو الغيث/ المطر. وهذه النباتات الثلاثة، هي الثمام والسبط والمرخ، بالإضافة بالتأكيد إلى نباتات صغيرة موسمية وأشجار الغاف والسمر. وفي كل الأحوال، فالاهتمام بالبيئة ونباتاتها أمر جميل وعمل مهم، قد نغفل عنه أحياناً في زحمة العمل والأيام المتسارعة، ولكن عندما يوجد من يعشق بيئته وكل شيء جميل فيها يشعرك ذلك بالاطمئنان والفرح.