ينتهي الدوري الأفريقي المولود حديثاً يوم 8 نوفمبر المقبل، إنه دوري السوبر الأفريقي سابقاً، ويشارك به 8 أندية وفقاً لتصنيفها في الاتحاد الأفريقي بنتائج السنوات الخمس الأخيرة، وكان «كاف» حريصاً على التوزيع الجغرافي للقارة، بحيث تشارك أندية الشمال والغرب والوسط والجنوب والشرق، وعندما تنطلق مسابقة الدوري الأفريقى بمشاركة 24 فريقاً في العام المقبل بعد توفير التمويل اللازم المقدر بنحو 120 مليون دولار، سوف تهبط مسابقة دوري أبطال القارة درجة أقل وتسحب معها الكونفدرالية. لماذا وجدت بطولة الدوري الأفريقي دعماً معلناً من جانب رئيس الفيفا إنفانتينو، وهو صاحب الموقف الغامض إزاء مسابقة دوري السوبر الأوروبي الذي طرح عام 2021؟
الإجابة: أولاً أن مشروع إنفانتينو وأحلامه تقوم على فكرة قوة المال فقط، أما السبب الثاني فهو فقر أندية القارة الأفريقية إجمالاً وضعف اتحادها وحاجته الحثيثة للمال لتطوير اللعبة والنهوض بها، وهو أمر لا تعاني منه القارة الأوروبية، ولكن يبدو أن تغيير اسم المسابقة جاء لمعالجة حساسية خاصة التفافاً على صراع خفي بين الفيفا والاتحاد الأوروبي، بعد إفشال مشروع دوري السوبر في القارة البيضاء، وهو ليس فشلاً نهائياً، فهناك قضية أمام محكمة العدل الأوروبية ضد احتكار الاتحاد الأوروبي لإدارة وتنظيم المسابقات. وأتساءل: هل هذا معقول؟ هل تتخيلون الفوضى التى يمكن أن تصيب كرة القدم في أوروبا لو صدر الحكم في ديسمبر القادم في غير مصلحة قيادة الويفا؟ إن استقرار الاتحادات القارية والأهلية بشكل عام جزء أساسي وأصيل من نهضة وتطور كرة القدم في المائة عام الأخيرة، والدعوات الانفصالية لمصلحة شركات تمويل كبرى لن يكون أبداً إنقاذاً للعبة وإنما هدماً لها، لقد كان الأوروبيون فخورين بأن القارة هي مستقبل كرة القدم، ولا شك أنها متفوقة فنياً ومالياً لأسباب يطول شرحها، لكن منها جودة التدريب والعلوم الرياضية والتسويق، لا سيما بالنسبة للكرة الإنجليزية. منذ سنوات أشرت إلى أن آسيا قارة واعدة في كرة القدم، ويعزز ذلك المعنى أسلوب الاتحاد الآسيوي الذي يعمل في قارة غنية ويدير الثروة من أجل النهوض باللعبة، ومنها ما أعلنه في أغسطس الماضي بشأن إطلاق ثلاث بطولات جديدة بجوائز مالية شديدة الإغراء للأندية الـ 76 المشاركة بها، وذلك بدءاً من موسم 2024-2025، وهذه البطولات هي «دوري أبطال آسيا للنخبة»، بـ 24 فريقاً، و«دوري أبطال آسيا 2» (32 فريقاً) وكأس التحدي الآسيوي (20 فريقاً)، ويحصل الفائز بلقب النخبة على جائزة مالية قيمتها 12 مليون دولار ويحصل الخاسر على ستة ملايين دولار. وستشهد بطولتا دوري أبطال آسيا 2 وكأس التحدي الآسيوي، زيادة في الجوائز المالية أيضاً.
** في مسابقات الاتحاد الآسيوى الجديدة أجد أن إدارة المال هي الجوهر وليس قوة المال في حد ذاتها، لكن يبقى أن آسيا تعاني من اتساعها ومسافات الطيران الطويلة، وتعاني أكثر من نقص تجارب الاحتراف في أوروبا والاختلاط بثقافات فنية جديدة.