في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، وتزايد منصات وأصوات الدجل السياسي، والتضليل الإعلامي الذي يمارسه بعضهم، ومزايدات المتاجرين بدم وآلام الأبرياء، مستغلين ما يجري في الأراضي الفلسطينية، والتي يحاولون من خلالها النيل من الصورة الزاهية والمواقف الناصعة لإماراتنا الغالية، من المهم جداً، خاصة لشبابنا وأبنائنا الذين أخذوا على عاتقهم التصدي للأراجيف التي يبثها أولئك النفر من الأفاقين عبر منصات التواصل الاجتماعي، عدم الانحدار لمستوى المرجفين، وإنما إبراز الجهود والمبادرات والمواقف الإماراتية تجاه ما يجري، والتي تنطلق من مواقف مبدئية وتاريخية تجاه الأشقاء الفلسطينيين والعمل على تخفيف معاناتهم، ودعم الجهود السياسية في حقهم المشروع بإقامة دولتهم المستقلة.
مواقف الحكمة والوضوح التي عبّرت عنها دولة الإمارات منذ اللحظات الأولى لتفجر الأحداث الأخيرة، مواقف نيّرة مضيئة لا يستطيع حجب سطوعها تشويش وتضليل الدجالين والمدلسين أينما وجدوا، ومن أيِّ بوق ينعقون.
وفي كلمته الرئيسة خلال النسخة العاشرة من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الذي احتضنته عاصمتنا الحبيبة مؤخراً، عبّر معالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة عن تلك المواقف، وحدد الأولوية العاجلة التي تعمل عليها دولة الإمارات، والتي تتمثل في «مواصلة العمل الجاد لتحقيق وقف إنساني لإطلاق النار في غزة، وتنفيذ أعمال إغاثة كبيرة، للتعامل مع الظروف القاسية التي تواجه سكان القطاع».
وأكد معاليه أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين يتأتى من خلال عملية سياسية لتحقيق حل الدولتين، مع قيام دولة فلسطينية مُستقلة على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. 
 كما حرص معاليه على استعراض توجهات السياسة الخارجية للدولة، وقال إنها «تقوم على ثلاث ركائز: الاستقرار والازدهار والقيم، فنحن نسعى للحفاظ على سياستنا الخارجية التي يمثل الاستقرار حجر الزاوية فيها.. ومن دون الاستقرار، سنُكافح من أجل تحقيق النتائج التي نعمل من أجلها.. ويتطلب ذلك، من نواح كثيرة، استمرار المسار الذي انتهجته دولتنا منذ تأسيسها».
 وأكد معاليه أن الإمارات ملتزمة التزاماً راسخاً بتخفيف حدة التوتّرات، والاعتماد بشكل أكبر على الدبلوماسية والحوار أداة مُهمّة لتحقيق الاستقرار.
 موضحاً أن الاستقرار أحد الركائز الأساسية لسياستنا الخارجية، لكنه يسير جنباً إلى جنب مع الازدهار.. فالرخاء والاستقرار مُترابطان ترابطاً وثيقاً.. ولتحقيق الازدهار الاقتصادي، لابد من توفير الأمن للناس للاستثمار والتجارة والعمل في دولة الإمارات.. ومع ذلك، يُمكن أن يكون الرخاء المُشترك أيضاً أداة لبناء الاستقرار المشترك. حفظ الله الإمارات واحة للأمن والاستقرار، ومنارة للسلام.