- ما أدري ليش وايدين يدخلون أي مكان وهم معضلين، ومرتصّين مثل «سَحّارة السنطره» أو شافطين بيت النعمة، قال يعني «سلِم»، يعني شو بيزيد وإلا بينقص، يا أخي أنت داخل مطعماً يقدم أكل نباتي و«سوشي» في الغالب، مش داخل «جيم»، فليش تدخل بدخلة الأسد تلك، وبعدين في المطعم متقاعدون ويتامى في الصفوف الثانوية مع أمهاتهم الثكالى منذ زمن، وهناك نساء يشفقن على أزواجهن من استعراضك البايخ، وأقل كلمة يمكن يقلنها: «شو فيه مازر عمره خَكّه؟ خفّ علينا.. يا داراسينغ»!
- ليش كلما تسمع أبو مصعب أو أبو قتادة أو أبو القعقاع تتغير أحوالك، وتحس أن الحياة فيها زحمة، ولغط، والأمور مش واضحة، وفيها صليل سيوف، وضرب رماح، وأن أولئك الذين يتسمون بأسماء جاهلية وفي صدر الإسلام، هم اليوم خارج الوقت، وأن هناك ظلماً سيقع على أحد، بدعوى جاهلية أو تحزب من منافقي يثرب، فجأة ستشعر أن الحياة ما عادت  تبتسم لشروق الشمس، وأن هناك مشروع أفغنة الأشياء باسم الدين ظاهراً، وباطنه التكالب على الدنيا ومنافعها!
- أول مرة أسمع عن أكلة شعبية إماراتية بحتة اسمها «بطاليط»، عاشوا الجيل الجيد، وعاشت وسائل التواصل الاجتماعي الجديد، وتقول أحد بيصحح لأحد، لا الدنيا ماشية، مادام بعد «البطاليط» كلمة «واوو.. تجنن هالأكلة.. أحس أنها أورجينال»!
- ما أتأسف إلا على تلك المهارات الرياضية التي ذهبت بتقدم العمر، وبالتباعد عن ممارستها، ولو من حين إلى حين، خاصة وأن في المسألة كانت براعة، مب أي كلام، اليوم لا أستطيع أن ألعب كرة تنس الطاولة بحرفية زمان، ولا كرة الطائرة ولا كرة اليد، وكنت أعتقد أنني كنت ماهراً فيها، لو وجدت المدرب الذي يتبنى المواهب السمينة، ولا يكتفي بجعلها على دكة الاحتياط طوال الوقت، حتى كرة القدم ونطنطة الكرة على القدم الواحدة على شاكلة أيام زمان، اكتشفت وأنا ألعبها مع ابني أنني غير قادر على الاستمرار دقيقة واحدة في تلك النطنطة التي كنا نستمتع بها، ونعدها مدخلاً لقبولنا في فريق نادي «الشعلة» -هكذا كانت تسميات نوادينا زمان- ثم تذكرت أن أيامنا كانت أيام «الكَبّة والتَبّة»، وفرق تلعب حافية على ملعب رملي، بمقاسات غير دولية.
- ليش في العالم العربي عندنا «البزنس» مرتبط بالغش والخداع والنصب على العملاء، في حين في أوروبا المسائل مختلفة، وهناك هياكل مؤسساتية وراء العمل التجاري أو «البزنس»، ولا يمكن أن تنصب على الآخر، لأن خصمك سيكون الدولة وقوانينها، في حين عندنا في العالم العربي، بعض القوانين نتركها للشرطة والواسطة والنفوذ، لذا تجد «البزنس مان» العربي  يصدّر لك قبل بضاعته تقواه وعلامات إيمانه أو الحلف برؤوس أولاده، وشرفه أو يعمي عينيك بصلاته وعلاقاته الواصلة، ولا يقدم لك أي ضمانة بنكية، ويمكن أن يوهمك بالأرباح لغة لا أرقاماً، ويمكن أن يقنعك في نهاية تلك الصفقة بأنه الضحية، وهو الخسران، ويعلق علامة نصبه واحتياله على طرف وهمي لا تعرفه، ولا يمكن أن تعرفه، وإذا عرفته لا يمكن أن تصل له!