من جديد، تبرز بلادنا كنقطة التقاء حضاري نابضة بالحياة، يستلهم العالمُ من نجاحاتها طموحَه لتصميم مستقبله، ويصنعُ من على أرضها حلولَه لمواجهة تحديات المتغيرات التنموية والاقتصادية المتسارعة.
زعماء دول، ورؤساء حكومات، و120 وفداً حكومياً وأكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، جمعتهم «القمة العالمية للحكومات 2024»، ليعقدوا خلالها أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، و15 منتدى لبحث التوجهات والتحولات المستقبلية الكبرى، إلى جانب 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية.
مشاهدات كثيرة رصدها المشاركون في «القمة»، في مقدمتها ذلك الحضور الدولي اللافت، والذي فسره متابعون على أنه إصرار عالمي على الاطلاع عن قرب على نموذجنا التنموي، وخطط قيادتنا الرشيدة التي جعلت من الإمارات نموذجاً عالمياً للحكومات، عبر تخطيطها الاستراتيجي، وقراءتها للمستقبل، ومواكبة كل التقنيات الحديثة، وتسخيرها لخدمة وسعادة الإنسان.. قيادتنا التي بتوجيهاتها ومتابعتها تم تطوير جميع القطاعات، وبرؤاها تمكن الإنسان الإماراتي من ارتياد الفضاء وصنع الإنجازات القياسية.
كان لافتاً في القمة «نبتة محمد بن زايد» التي أهداها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، والتي ترمز في جانب منها إلى رسالتنا، وحكايتنا، وقصتنا، وطموحاتنا، ونهجنا التنموي الأكثر إلهاماً، وقيادتنا للحراك العالمي لإنقاذ الأرض من التغيرات المناخية.
من المشاهدات أيضاً، أنها كشفت عن أحد أكبر أسرار نجاح منظومة العمل الحكومي في بلادنا، وهو أننا لم نكن أبداً منظِّرين ولم نحب يوماً التنظير، حيث العمل الحكومي في منظورنا يعني السموّ بالأوطان فوق أي حدود معتادة، والانتقال من ميدان الأفكار إلى ميادين الإنجاز، انطلاقاً من يقين عميق بأن أي حلم قابل للتحقيق، وألا شيء مستحيل، ولدينا مئات الشواهد على مستحيلات قهرناها.
فخورون بخبراتنا في ابتكار فرص المستقبل، وقد استطعنا بناء نموذج تنموي ناجح، يقوم على التسامح والانفتاح والتعايش والنظم الاقتصادية المتطورة. ومستعدون لمشاركة خبراتنا مع أشقائنا وأصدقائنا.. وإذا كان قادة الأعمال والسياسة يلتقون عند جبال الألب في «دافوس» لإبرام الصفقات التجارية والاستثمارية، فإنهم اليوم يلتقون في بلادنا، حيث عمق التاريخ وجمال الجغرافيا والطبيعة والعمران والمجتمع والمكان والإنسان، ليبرموا صفقة مع المستقبل، ويرسموا خطط الجاهزية لاستحقاقاته.
الخلاصة، أن الإمارات أثبتت للعالم أن وراء كل دولة ناجحة إرادة وإدارة، وأن الحكومات الحيّة هي تلك التي تعتمد نهج التطوير والتجديد والابتكار، وأن الشعوب قادرة على بناء أوطانها، إذا تم استغلال طاقاتها الكامنة داخلها بشكل إيجابي.. ولعل أهم مثال على ذلك أن الإماراتي اليوم يعشق الرقم واحد، ولديه شغف دائم بالابتكار وحب المعرفة.. وإلى القمة القادمة.