- عجيبة ضحكات بعض الشعوب، الله لا يجلسك بالقرب من حفلة عيد ميلاد واحدة من الآسيويات مع صديقاتها، كل جملة تتبعها ضحكات جماعية أشبه بنشيد العصافير، ثم تتبعها ضحكات متفرقة، وبعدها تليها ضحكات متراكمة، وضحكة أخيرة لواحدة منهن نسيت أن تضحك في البداية فتطلقها شنّانة رنّانة.
- من تتقاعد وتم تلبس «زليغات» رصاصية، أعرف أن الوقت انقضى، وأنك تنومس، ويداك والخلاء، ولا عندك مفتاح العريش، فقط تبقى جالساً في البيت على الدوام، مرة تسقي الزرع، ومرة طائحاً في هـ«الليتات، تبندّها وتشغلها وتتأكد أنك أطفأتها للمرة الثالثة»، ومرة باركاً في المجلس مثل أسد السيرك الهرم، تنتظر أحداً يتصل بك لتقول له: مرّ يا ريّال بنقصر الدوب ويّاك!
- يا الله يا بعض الناس ملابسهم تقول شجرة وسط حديقة، موز فوق، وأناناس تحت، وفراولة على الصدر، هذا لو يغسلها مرة، مرتين يمكن تستوي «كوكتيل»!
- الحين صار عندنا كل واحد يزيد بضاعته على المشتري، كل واحد يزيد على الآخر، بحجة أن الغلاء عام وليس خاصاً، كل شيء زاد سعره، وبالتالي حجة التاجر أنه يدفع اليوم في حياته اليومية أكثر من أمس ومن قبل، لذا يريد أن يعوض عن فائض مدفوعاته العامة والجانبية، الحلاق عاجبنه النوط الجديد «بو خمس ميّة»، لذا تجده يتظاهر بزيادة مجهوده فيقص الشعر، ويصبغه، ويتشكى وهو يخطف على الشارب، وإذا وصلت الأمور إلى اللحية توجع من الوقفة، وفكك أصابعه المتخشبة، وحين تسأله لِمَ زادت أسعاره، رغم أن رأسماله مقص ومشط، قال لك: المخالفات غالية، وخدمة ساعد ارتفعت، والإيجار أغلى، والوقود والغاز صار أغلى، وحين تريد أن تدخل معه في مجادلة يتحجج بأسطوانة الغاز، فتضحك ولا تعرف بم ترد، وتقول في داخلك: يعني أنا رأسي «رأس جوله»!
- ثمة أشياء في الدنيا جميلة ولذيذة، مجلبة للفرح، ومبددة الحزن، تقرّب لك السعادة، وتضفي على يومك ألواناً من الدفء، أشياء لا تستطيع أن تقول عنها، إلا أنها تصالحك مع الدنيا!
- «ليش ما عادت الناس تتصل مثل أول، وتقول لك الواحدة: «آسفة اسمحلي غلطت في الرقم اخوي» أو تسمعها تتعلث: «كنت أدق وبالصدفة طلع رقمك، اسمح لي بسكر أخواني في البيت»، فترد أنت بفرح وكرم حاتمي، تقول لاطم لك غز سح مدلوج بسمن: «مصادفة.. ويا محلا الصدف، ليتك تغلطين كل يوم، أصلاً رقمي محظوظ بك»، وتبدأ تجرّ من الزاهب والوالم والناعم، وتزهب شرايط طلال مداح ومحمد عبده، وتتنقى لها أغاني ميحد حمد «منوعات أو كوكتيل سريع»!