يعمل القائمون على صندوق الوطن على فتح قنوات الإبداع في المجال التكنولوجي، لتمكين شبابنا من الدور المناط بهم في الحاضر والمستقبل ليتصدروا الدور المهم في الاختراعات ومهارة التعامل مع التكنولوجيا، كونها المنطقة ذات الذروة القصوى في تحديد مستويات التقدم العلمي والتطور التكنولوجي، واليوم العالم يقف على أعتاب مراحل بزوايا منفرجة تفتح أضلعها على الحياة بعقلية إنتاجية حديثة أدواتها آلة مادية منغمسة بالآلة العقلية، وهذا ما تهدف إليه القيادة الرشيدة، وهذا ما يسعى إليه القائمون على صندوق الوطن، وهو الصندوق الذي يخرج غطاؤه الذهبي مواهب وملكات شباب آمنوا بأهمية أن يكونوا في الصفوف الأولى عند منصات التقدم العلمي، لأن العالم اليوم هو عالم سباق عقول، وكل يهدف إلى اقتطاف ثمرات هذه العقول في إبداعات تتجاوز حدود الممكن وتلامس المستحيل وتمسكه من أطرافه ومن ظاهره وباطنه، ليكون في الواقع حالة راهنة تحقق أهداف الأمم وتنجز مشاريع ذات قيمة حضارية تحقق تطلعات الشعوب.
ولا يمكن أن تحدث هذه الآمال العريضة إلا بتضافر الجهود الوطنية الرسمية والشعبية، وهذا ما يهدف إليه صندوق الوطن والذي يضع السبابة دوماً باتجاه من يمتلك الموهبة ومن يتصدر المشهد بقدرات وإمكانيات ذهنية ذات جودة عالية ومنسوب ذكاء مرتفع.
اليوم الإمارات خرجت من صندوق البدايات لتلامس أفق التوجهات الجادة والمصيرية، وفكرة تدريب الشباب الجامعي وتأهيلهم وتهيئتهم ليتصدروا المشهد الإبداعي، وفتح أبواب الفرص لمن يمتلك قدرات ذات فتوحات مهارية وبراعة في تقديم ما يدهش، وما يجعل بلادنا في المقدمة في المجال الصناعي، ولا شك أن العملية ليست سهلة، ولكن أمام الإصرار والتصميم والتفاؤل تصبح العقبات سهلة طيعة وفي متناول العقول المفتوحة على الآفاق البعيدة. والقيادة الرشيدة فتحت الصناديق العقلية المغلقة، وسخرت كل الإمكانات، وزرعت في العقول مفاهيم جديدة تجاوزت حدود الماضي بمسافات واسعة الظلال، مما يؤكد أن الإمارات بيئة جاذبة لكل ما يبهر، ومنطقة خضراء على أعشابها تزدهر أجنحة الفراشات الملونة بمختلف الإبداعات، وهي النتيجة المرجوة من الأبناء وفلذات الأكباد بأن يتبوؤوا حصونها ومنصاتها ولا مجال للتوقف، لا مجال لتغضين الجباه، فالشمس الطالعة تضيء مكان الأبناء وتمهد دروبهم لأجل عطاء يسعد الوطن وثمرات تمنح النضج وقدرات تبشر بخير وفير على مدار الأيام والسنين القادمة، بإذن الله، ونحن واثقون من شبابنا بثباتهم ووثباتهم نحو مستقبل زاهر وأفق يتألق بمنجزات يفخر بها الوطن.
فها هم اليوم يصعدون سلالم المجد بكل قوة وصرامة، وها هم اليوم يؤكدون جدارتهم في مختلف الميادين؛ لأنهم يقفون على أرض صلبة ويسيرون في طرق ممهدة وسلسة وطيعة، جعلت من جهودهم سلسال ذهب في نحر الوطن.