اهتمام العاصمة الزاهية بالأسرة يأتي ضمن الوعي بأهمية أن تكون النواة صلبة غير قابلة للخدش وغير سهلة النبش في الجذور وبعثرة البذور.
هكذا يبدو لنا المشهد، وهكذا تؤكد الجهود الحثيثة التي يبذلها المجلس التنفيذي في أبوظبي بدعم لا نهاية له من القيادة الرشيدة والتي تبدي العمل الدؤوب في بث الروح في مختلف المؤسسات المعنية بشؤون الأسرة الثقافية والتعليمية والاقتصادية وكل في مجاله يعززه الإيمان بأن الأسرة هي محور الكيان، وهي جوهر البنيان وأساس التكوين لمجتمع نقي معافى مشافى من أدران الخلل الاجتماعي.
اليوم نرى بلادنا تزخر بالمشاريع التي تنمي ضلوع الأسرة، وتعضد كاهلها وتقوي عاتقها، وتمنحها البلاغة في مواجهة الظروف الحياتية وتعطيها النبوغ في تقديم الإبداعات في مجال العطاء والبذل.
اليوم نرى أن الأسرة في هذا الوطن تتمتع بسخاء لا مثيل له يمنحها الرسوخ والمناعة ضد الأمراض الاجتماعية التي تعانيها مجتمعات كثيرة في هذا العالم.
الإمارات منذ التأسيس وضعت اللبنات المتينة لأجل تشييد بنيان راسخ لا تزعزعه الرياح ولا تنهكه المتغيرات ولا تغيره العواتي ولا تشوهه الأمواج العارمة، حيث الثقافة الاجتماعية تنتمي إلى تاريخ عريق شيمته التمسك بالقيم دون التفريط بمبتغيات التطور والنشوء والارتقاء.
الإمارات اليوم من الدول التي قطعت أشواطاً في ميدان التقدم التكنولوجي دون أن تمس بثوابتها؛ لأنها تعي تماماً أن الحاضر جزء من الماضي والمستقبل هو امتداد للحاضر، ولا يمكن للجديد أن يلغي الأصل، بل يبني عليه ويتغذى من معطياته المهمة، وعلى أساس مثل هذه القناعات تبدو العلاقة تكاملية تعاضدية بين الأزمنة الثلاثة. وفي كل يوم وعند شروق كل شمس نقرأ مشروعاً جديداً يخص الأسرة ويدعم ركائزها ويبني على أسسها.
هذه هي قيم الإمارات هذه هي الفكرة الجوهرية التي تبني عليها القيادة الرشيدة سياستها في بناء مجتمع آمن مطمئن يرفل بسندس السعادة وإستبرق التفاؤل المستدام.
الأسرة اليوم في الإمارات تعيش عصرها الذهبي، وهذا يتطلب منا جميعاً كآباء وأمهات أن نسخر جل إمكاناتنا المعرفية والثقافية في سبيل بناء علاقات الود والرحمة والحوار البناء بيننا والأبناء وبين الأبناء والأبناء؛ لأنه ما من حياة تزهر بثمرات التطور ما لم تتطور لغة الحوار في الأسرة الواحدة وما لم تزدهر بساتين الرحمة، وتزهر أشجار المحبة بين أعضاء الأسرة الواحدة، وهذه قوانين الطبيعة، ففي الحب نرقى وبالرحمة نتطور، والحوار هو قاسمنا المشترك، الحوار مصباحنا المنير، الحوار نهرنا الكبير، الحوار محيطنا الذي ينقي أفئدتنا من السعير.
فالدولة وفرت كل أسباب السعادة للإنسان، وعلى الإنسان أن يستدل طريق الحوار الشفاف كي يصل إلى قمة الجبل، كي يحقق ذاته وينجز المشروع الأهم، وهو الأسرة المتكاملة.. الأسرة السعيدة المتأبطة دفتر الحوار كطريق إلى المجد.