- عادي تشوف حرمة مشغلة «ليت تليفونها» الظهر، وفي هالحر، وهي لا هنا، وخبر خير، وحين تنبهها لذلك، تقول لك: والله الأولاد ما خلوا فيّ عقل، ولا أدري ما هي الصلة بين الأولاد وبين «ليت» النقّال، ولا أود أن أعرف السبب، مرات تقول: الله يعين الحريم، ألفين شغلة في رأس الواحدة منهن، ولا تعرف ما تقدم أو تؤخر في تلك التفاصيل الصغيرة التي تشغل رأسها بها، وهي أمور بسيطة، وتفاصيل، ولا لها دخل في بورصات «ناسداك» أو لندن أو التداول في العملات المشفرة أو حسابات بطولة أوروبا وأسعار اللاعبين المنتقلين، كلها؛ إلا الشغالة ما تعرف شغلها، وعجزت من النصيحة والتعليم، و«الدريول» الذي أحضره الزوج مؤخراً حريّ به أن يعمل «دريول» في الكسارات أو يسوق «شيول» في مكب الحجارة، لا سائقاً عند عائلة تود أن تصبح أرستقراطية في وقت غابت فيه تلك الفوارق الاجتماعية، وإلا «أمازون» ما جاب الطلبية، ومحل العبايات تأخر في تسليم عبايات الصيف التي طلبتها، ومن سيجهز حقائب الأولاد قبل السفر.. أعجبتني الإجابة، فمثل كل تلك الأمور محتاجة بصراحة إلى «ليت» التلفون يكون «والع» الظهر.
- يوم تسافر إلى الشرق البعيد تنش الصبح، وكأن عندهم وراء باكر!
- صار عندنا جيل ضخم ومعضل يعني تشوف صدر الواحد تقول «كبت» متحرك، ووسع يد الكندورة شبر، وممزورة كتل لحمية، تقول «نعيمي مجتف».
- الأوروبية عادي يمكن تشتري فانيلة من «كارفور»، وتطلع عليها جميلة، وتقضي شطراً من الصيف بملابس لا تتعدى المائة يورو، البساطة جميلة، ومعرفة ما يناسبك فكرة أكثر جمالاً بدون عقد، عندنا لين ما تحط على ظهر رجلها، وتردّه يلبس فانيلة أم «كبتن» ما ترتاح.
- بين أول زيارة لـ«أورو ديزني» وآخر زيارة تكتشف فجأة أنه أصبح بينهما 32 عاماً مرت كالرصاصة دون متع ألعاب الطفولة المتأخرة، فتعيشها اليوم مثل جد يمشي خطوتين ويستريح أو يتبع الظل، وحدها الفرحة في عيون الأولاد تجعلك تفتح دفاتر دكانك القديم، والبنتان اللتان لعبت معهما في أول زيارة أصبحت الأولى في الأربعين والصغرى على أطراف الأربعين، عجيب هروب الزمن، لا يترك شيئاً على حاله، وحدها الأمنيات تبقى تتراقص في القلب، وتريد أن تظل تلعب كلما زرت مدينة الألعاب تلك، تقود صبياً لم يعرف من لعب الأطفال إلا تلك التي تقوي الجسد وتعده لرجولة مبكرة عليه أن يتقلدها وبفخر.
- ليش تسحبنا الأغاني القديمة إلى زوايانا الصادقة، ويمكن أن تسرق من أعيننا دمعاً ظل بارداً في مقلة العين، لتبقى كل التفاصيل على البال، أما أغاني مثل: «إزّاي.. باي»، فتشعرك أنك مضيع جرواً، وتتمنى أن تطنفه بقليل من التعب!