- بوفاة الفنان ضاعن جمعة تكون الستارة قد أسدلت على آخر الفنانين الرواد الذين عملوا في الفن مسرحاً منذ الستينيات، وتلفزيونياً في السبعينيات، فقد بدأ حياته معلماً، ثم جمع بين التعليم والفن الذي انحاز إليه، الفنان ضاعن جمعة مثله مثل بقية الفنانين الرواد عندنا، رغم تلقائيتهم وعفويتهم في التمثيل، إلا أن جزءاً كبيراً من مواهبهم لم تجد من يتابعها ويكتشفها، ونظراً لتعثر الدراما عندنا في السابق خسرنا الكثير من طاقاتهم الإبداعية، والبعض منهم ساهم في تهميش دوره نظراً لقناعاته بعدم أهمية الفن والتقدير الذي يجده أو نظراً للظروف الحياتية، وما استجد فيها، لفقيد الفن عندنا ضاعن جمعة الرحمة والمغفرة والهدوء الأبدي.
- فرحت كثيراً، رغم انقباض القلب تحسراً حين رأيت مدرب منتخبنا القديم ومدرب بعض أندية الإمارات «حشمت مهجراني» على قيد الحياة، لأن بعض الشخصيات تغيبها السنون، ويغيبها النسيان، ويغيبها الانعزال، حتى نكاد أن نتيقن أنه رحل عن دنيانا رغم أنه فيها، بالأمس حين رأيت «مهجراني» تداعت ذكريات رياضية كثيرة على البال، ورغم أنه كان يتعكز على عصا، إلا أنه ما زال يتمتع بصحته الرياضية، مرات.. نقول: شكراً للظروف لأنها أحيت فيها عرقاً من الفرح اعتقدنا أنه ما عاد ينبض، «مهجراني.. خوش آمديد»!
- ثمة حروب مفتعلة في وسائط التواصل أو التقاطع الاجتماعي يقوم فيها البعض بالحروب أو المناوشات من بعيد عن البعض بالنيابة أو بالإنابة عنهم، يلتقطون طرف الشرارة ليوظفوها في إشعال حريق يضر بالجميع، لا مستفيد منه إلا هم، والكثير من الـ«هم» اتخذوها حرفة في منصة إعلامية غدت اليوم مؤثرة لسرعة الوصول والتواصل والتفاعل، دون أن يكون هناك ميثاق شرف لهذه الوسائل أو الوسائط، وحدهم الحكماء بعيدون عن ذلك، ويقدرون الأمور بميزان العقل، وروح البصيرة، وحسابات كثيرة تهم المصلحة العامة.
- كل شيء يمكن أن تراهن عليه في الحياة، ما عدا النفس البشرية، تلك المتقلبة في لحظة، وفي غفلة، ولسبب يستحق، وكثيراً لا يستحق، تجدها تضرب عن الحلول المقترحة، ولا تفكر في البدائل، وتقدم الصد والقطيعة، تنسى كل جميل الوقت، ولا تتذكر إلا تلك اللحظة التي قبضت عليها، معلنة عليك التقلب، فتصنفك ضمن الأعداء بعد ما كنت ضمن الأصدقاء في حكم ربما يكون متسرعاً أو من أجل تبدل المنافع، وتغير المصالح أو لأي سبب قد يكون منها المزاج ذلك الشيء المعقد والمبهم، والذي هو المحرك الرئيس للنفس البشرية.
- الثرثار قد تسأله مثلاً كم الساعة الآن؟ فيجيبك كيف تم صنع الساعة!