في يوم الجمعة الممتاز، فاز مانشستر يونايتد على فولهام، وفي السبت الممتاز، فاز ليفربول على إبسويتش العائد إلى «البريميرليج» بعد 22 عاماً، وفاز أرسنال على وولفرهامبتون، وفى الأحد الممتاز، فاز مانشستر سيتي على تشيلسي.
هكذا تبدو أيام الدوري الإنجليزي كلها ممتازة، على الرغم من تكرار فوز الكبار أهل القمة الذين يلعبون داخل تلك الدائرة منذ سنوات، إلا أن طبيعة المنافسة في كل مباراة، وهي اللعب من أجل الفوز، من جانب الجميع أضفى على تلك المسابقة رونقها وقوتها، كما أن العدالة تطبق على الجميع، سواء في اللوائح أو في مواعيد المباريات، فقد بدأ ليفربول موسمه بمواجهة إبسويتش الساعة 12.30 ظهراً، وبدا الفريق حائراً ومجهداً في الشوط الأول، حتى أسترد أنفاسه وتركيزه وتميزه في الشوط الثاني، وهنا كرر أرني سلوت مدرب ليفربول الجديد ما سبق وردده يورجن كلوب: أظهرنا أننا نكره انطلاق المباريات في الساعة 12.30 ظهراً، لم يكن الشوط الأول جيداً بما فيه الكفاية، وقدمنا في الشوط الثاني أداءً جيداً حقاً.
وأشاد سلوت بفريق إبسويتش، الذي كان الأفضل في الشوط الأول ولعب بشراسة، وقال: «لكن إذا خاطر أمامك فريق ولديك جوتا وصلاح ودياز، فاستخدمهم».
أما مانشستر سيتي فقد دخل موسمه التاسع تحت قيادة بيب جوارديولا بنفس السؤال الذي واجهه لسنوات: كيف تحفز إدارة النادي نفسها ولاعبيها وجهازها الفني بعد هذا النجاح؟ كيف يضع جوارديولا لنفسه خريطة مواجهة هذا التحدي، وهو إحراز لقب سابع للدوري، وسط تحديات متنوعة الألوان والفرق، ولكنها تتفق على شيء واحد، وهو الفوز ثم الفوز في السباق مع السيتي؟!
تغلب السيتي على تشيلسي في غياب رودري، الذي عاد مؤخراً من راحة سلبية، بعد الفوز ببطولة أوروبا مع إسبانيا، ومعروف أن مانشستر سيتي خسر ثلاث مباريات من أصل أربع في الدوري، عندما غاب رودري الموسم الماضي، كما غاب عن السيتي أيضاً أمام تشيلسي لاعبه النرويجي أوسكار بوب الذي تألق في جولة الولايات المتحدة، كما قدم أداءً رائعاً في مباراة درع المجتمع، ويغيب أوسكار لأربعة أشهر بسبب إصابته بكسر في الساق.
لقد رفع مانشستر سيتي بالفعل درع المجتمع قبل بدء الدوري الجديد، فظهر السؤال الصعب: «هل يمكنه الفوز بالبطولات الخمس؟
يدرك جوارديولا، ويدرك الجميع، أن الشغف والإرادة هما مفتاح النجاح، وقال قبل بدء الموسم مباشرة: «في فترة ما قبل الموسم، كان الأمر مسطحاً بعض الشيء، ولكن بمجرد فوزنا بدرع المجتمع، أشعل ذلك شيئاً في نفسي، وآمل أن يكون قد اشعل ذلك الانتصار شيئاً في عقول اللاعبين وروحهم، الضغط علينا هو نفسه، كما كان في اليوم الأول، وربما أقل لأننا فزنا بالألقاب من قبل، ولكن إذا كنت تعتقد أنه لن يحدث شيء إذا خسرنا، فلن نفوز بأي شيء».
** التساؤلات المطروحة عن السيتي، وعن بطل الموسم الجديد، والصراع التقليدي بين أهل القمة، تكشف أن أصحاب الأسئلة لم يكتشفوا بعد سنين مضت أن «البريميرليج» يختلف، وأنه ليس الدوري الألماني ولا الدوري الإسباني ولا الدوري الفرنسي ولا أي دوري هنا.. أو هناك؟!