- مع ظهور علم النفس الذي تفرع من علوم ومعارف مختلفة أخرى، وظهور مدارسه المتعددة، أنجب علوماً أخرى متصلة أو متفرعة منه، فظهر علم يسمى «الجرافولوجي» وهو مختص بتحليل وقراءة الإمضاءات، ومحاولة إسقاط المسائل النفسية على خطوط وتواقيع الناس، وما يمكن أن تعني، فكبر التوقيع وتعقيده مثلاً يدل على نرجسية، وأن الشخص مستبد، وإن كان من المديرين التنفيذيين فعادة ما يكذب بشأن أرباح الشركة ومكاسبها الحقيقية، وهكذا أصبح لكل إمضاء قراءة وتحليل نفسي.
- ومن هذه التواقيع توقيع «ترامب» الذي من الصعب تقليده، وتتبع تشبيكه، ولا يقاربه في التحدي إلا توقيع «ليوناردو دافنشي»، أما التوقيع المميز، فهو توقيع الرسام الإسباني «بيكاسو»، والذي يساوي مئات الملايين من الدولارات، أما الزعيم الفلسطيني «ياسر عرفات» فقد كان له أكثر من توقيع، مرة يوقع باسم «أبو عمار»، ومرات يكتب «ياسر ع» مع التاريخ، ومرات يوقع بالإنجليزية.
- صاحب التوقيع الجميل والمعتد به كثيراً، عادة ما تكون لديه فلوس تكفي لتغطي هذا التوقيع أو ترفع من شأنه، أما المعدم فتجده يعتني بتوقيعه لكي يبدو أنه متماسك، ويعطي إحساساً بالاكتناز والعافية· 
- كنا نخترع توقيعات لأصدقاء الطفولة·· اليوم توقيعات أولئك الأصدقاء تعني لنا الكثير، فهي يمكن أن ترقينا، ويمكن أن توقعنا.
- بعض التوقيعات تظل معنا طوال العمر·· وبعضها نتخلى عنه، لأنها لم تعد تناسب وضعنا الاجتماعي والمالي والوظيفي ولا لمعة ما بعد النفط، ولا «سكبة البشت».
- بعض الفنانين يسترخصون توقيعهم ويبيعونه على لوحات تلامذتهم، توقيع دالي مثلاً، كم من تلميذ انتحله!
- التوقيعات التاريخية حلقت بدول، بعضها كان استسلاماً وتسليم مفاتيح المدن، وبعضها كان رمزاً للمقاومة والتصدي.
- التوقيعات النسائية تكاد تكون معروفة فهي بسيطة ورقيقة، وتحمل لمعة ما، بينما توقيعات الرجال تحمل حدة وقوة وتسلطاً.
- توقيع السمين يشبه اللقمة، والضعيف مثل دودة القز، والقصير يتوكأ على عصا، والطويل شخبطات على أساس أنه غير مهتم كثيراً بالموضوع.
ـ توقيعات مديري البنوك تكاد تكون مميزة وأسهمها في العالي دائماً.
- توقيعات حالات الإفلاس والمفلسين تكون مرتبكة، وتحمل ضيقاً ما، ولا تبشر بمستقبل آمن، ولا باستقرار عائلي.
- توقيعات الفنانين والمطربين على الأوتوجرافات تشبه خطوط الأطباء للصيادلة.
- بعض التوقيعات تتمنى أن تضع اسمك فوقها، لأنها تعني خيراً كثيراً، وبعضها تتمنى ألا تعرف اسمك لأنها ستضعك أمام ملاحقات لن تنتهي.
- بعض الأوراق تجد عليها ختماً يقول التوقيع طبق الأصل، فتظل تحلم طوال عمرك أن ترى ذلك التوقيع الذي كان في يوم من الأيام هو الأصل.
- بعض التوقيعات ظلت خالدة، الأحداث خدمتها والمواقف التاريخية دعمتها.
- توقيعات كتاب المقالات والأعمدة عادة ما يكون لها تأثيرها وضريبتها الغالية.
- توقيع الكتّاب والمغنين على إصداراتهم الجديدة، تشم منها رائحة الاستجداء في المحلات التجارية الكبرى.
كان الختم وبصمة الخاتم والإبهام الأيسر يحلان في وقت ما محل التوقيع ويحملان شخصية الباصم أو الخاتم وقوته في تلك العصور المندثرة.
- ظهرت توقيعات أصحاب الماركات العالمية وبيوت الأزياء والمجوهرات، وحفظوها من التزوير والتلاعب، وهي اليوم محمية بحكم القانون و«سينيه» الذي يعني قيمة مضافة ومضاعفة.
- لا أعرف من ابتكر التوقيع، ولا أول من وقّع، لكنه بالتأكيد عبقري، وصَيّحنا أذنه على مدار يومين متتاليين!